عاجل

الاتحاد الأوروبي يدين اعتقال الحوثيين لموظفين أمميين

الحوثيين
الحوثيين

أدان الاتحاد الأوروبي بشدة قيام جماعة الحوثيين في اليمن باعتقال مجموعة جديدة من موظفي الأمم المتحدة في كل من صنعاء والحديدة، واعتبر هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مطالبًا بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، في وقت تصاعدت فيه الإدانات الدولية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وفي بيان رسمي، أعرب الاتحاد الأوروبي عن تأييده الكامل لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة الصادرة في الأول من سبتمبر، التي أدانت ما وصفته بـ"الاحتجاز التعسفي" لما لا يقل عن 11 موظفًا أمميًا على يد الحوثيين، مؤكدًا أن هذه الأعمال تشكل انتهاكًا خطيرًا لاتفاقيات فيينا التي تحمي مقار المنظمات الدولية.

تهديد الملاحة وقلق دولي متزايد

في ختام بيانه، جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لوقف التهديدات الحوثية للملاحة في البحر الأحمر والهجمات التي تستهدف السفن التجارية، مؤكدًا أن تلك الممارسات تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي وتفاقم الأزمة الإنسانية داخل اليمن.

ويخشى مراقبون من أن تؤدي الاعتقالات الأخيرة إلى مزيد من التوتر بين الحوثيين والمجتمع الدولي، ما يهدد بانهيار ما تبقى من النشاط الإنساني في مناطق سيطرتهم، ويُعرض أرواح العاملين للخطر بشكل غير مسبوق.

اقتحامات ومصادرة ممتلكات

وشنت الجماعة الحوثية حملة اعتقالات جديدة، بعد اعترافها بمقتل رئيس حكومتها وتسعة من وزرائها في غارة جوية إسرائيلية، استهدفت خلالها موظفين تابعين للمنظمات الأممية، واقتحمت مقرات لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة "اليونيسف"، وصادرت ممتلكات خاصة بالمنظمات الدولية، إلى جانب اعتقال عشرات من المدنيين.

قلق ألماني وتحذيرات أممية

من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الألمانية هذه الممارسات بـ"التعسفية وغير المقبولة"، مشيرة إلى أن استهداف من يساعدون الفئات الأشد ضعفًا في اليمن يُعد تصرفًا مرفوضًا تمامًا.

وأضافت في بيان رسمي: "يجب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين"، داعية إلى احترام عمل المنظمات الإنسانية وحرمة المقرات الأممية.

المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، أعرب هو الآخر عن قلقه العميق إزاء حملة الاعتقالات الأخيرة، مشيرًا إلى أن عدد موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى الحوثيين ارتفع إلى 34 شخصًا، بينهم 23 محتجزًا منذ سنوات، وواحد تُوفي أثناء احتجازه مطلع هذا العام.

جوتيريش: نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفين الأمم المتحدة

أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، فقد أعاد التأكيد على المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الموظفين، وشدد على ضرورة حماية موظفي الأمم المتحدة وضمان سلامتهم، وعدم المساس بحرمة مقارّها، مشيرًا إلى أن هذه المبادئ يجب احترامها في جميع الأوقات.

الحكومة اليمنية: الحوثيون يستخدمون المنظمات كأداة ابتزاز

في السياق ذاته، اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، جماعة الحوثي بتحويل موظفي المنظمات الأممية إلى "رهائن وأدوات ابتزاز سياسي وأمني"، متحدثًا عن اقتحام الحوثيين لمكتب برنامج الأغذية العالمي في صنعاء واختطاف عدد من موظفيه.

وأضاف الإرياني في بيان رسمي أن الجماعة أجبرت بقية العاملين، بينهم نائب المدير القطري والقائم بأعمال الممثل المقيم، على توقيع تعهدات بعدم السفر إلا بإذن مسبق، مع التزامهم بالحضور متى استدعوا، مشيرًا إلى اقتحام غرفة السيرفرات ومصادرة هواتف وأجهزة الحاسوب الشخصية، في "انتهاك سافر" لخصوصيات العاملين والمنظمات الدولية.

ووصف الوزير هذه التصرفات بأنها انعكاس مباشر لطبيعة المشروع الحوثي المرتبط بإيران، القائم على السيطرة والابتزاز وتوظيف العمل الإنساني لخدمة الأجندة الانقلابية وتمويل أنشطة الجماعة.

وحذر الإرياني من أن استمرار صمت المجتمع الدولي يشجع الحوثيين على التمادي، مطالبًا باتخاذ إجراءات فورية لنقل مكاتب المنظمات الأممية إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث تتوفر بيئة آمنة لعملها، كما دعا إلى موقف دولي حازم يضع حدًا لاستغلال الحوثيين للمساعدات الإنسانية.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 17 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الإنسانية بشكل مباشر، وأن التضييق على أنشطة المنظمات يشكل تهديدًا وجوديًا لحياة ملايين الأشخاص، خاصة في ظل استمرار الحرب والانهيار الاقتصادي الواسع.

تم نسخ الرابط