دار الإفتاء توضح مشروعية الاحتفال بمولد النبي الكريم

في سياق تساؤلات الجمهور حول مشروعية الاحتفال بـ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، طرحت “علا” من القاهرة سؤالًا مباشرًا حول ما إذا كان هذا الاحتفال حلالًا أم بدعة، مطالبة بدليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية.
نعمة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم
وقد أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مولد النبي يمثل بركة عظيمة على الأمة، مؤكدًا أن الفرح بقدومه إلى هذا الكون هو تعبير عن الامتنان لنعم الله، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"، مشيرًا إلى أن أعظم النعم التي تستوجب الفرح هي نعمة إرسال النبي.
ونوه إلى أن الاحتفال لا يُعد عيدًا شرعيًا بالمعنى الفقهي، لكنه مناسبة طيبة تتكرر سنويًا، شأنها شأن ذكرى الهجرة النبوية أو الإسراء والمعراج، وهي أيام يُستحب فيها الحديث عن السيرة النبوية وتعريف الشباب برسول الله وسنته وأخلاقه.
وأكد المتحدث أن النبي نفسه أشار إلى فضل يوم مولده، حين قال عن يوم الإثنين: "ذلك يوم وُلدت فيه"، وهو ما استدل به العلماء على مشروعية إحياء ذكرى المولد، لا سيما إذا اقترن بذكر المآثر النبوية والتعريف بسيرته العطرة.
الرد على من ينكرون الاحتفال بالمولد
وفي معرض الرد على من ينكرون الاحتفال بحجة أن الصحابة لم يفعلوه، أوضح أن وجود النبي بينهم كان في حد ذاته نعمة حاضرة، أما اليوم، فإن الأمة بحاجة إلى تذكير دائم بهذه النعمة، خاصة في ظل الانشغالات الحياتية التي تُبعد الناس عن معاني الرسالة.
كما أشار إلى أن مظاهر الاحتفال، مثل إعداد الحلوى أو إقامة مجالس الذكر والمديح، ليست سوى تعبيرات عن الحب، وأن منعها أو تحريمها يُعد تضييقًا على الناس في التعبير عن تعلقهم برسول الله، مضيفًا أن الفرح بالنبي يرفع البلاء عن الأمة ويزيد من تعلقها به في وجه حملات التشويه التي يتعرض لها.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن من يحرم الاحتفال بمولد النبي عليه أن يراجع مكانة الحبيب في قلبه، مشددًا على أن هذه المناسبة فرصة عظيمة لتجديد الحب والولاء، وتعريف الأجيال الجديدة بسيد الخلق، داعيًا إلى ترك الناس يحبون نبيهم بطريقتهم، ما دامت لا تخالف ثوابت الدين.