سيد خليفة: لدينا إكتفاء العام الحالي من السكر وسنصدر للخارج |فيديو

أكد الدكتور  سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن مصر تدخل على مرحلة ممتدة من الاستصلاح الزراعي تستمر لعشر سنوات، تستهدف إضافة 4 ملايين فدان جديدة، تم بالفعل إدخال نحو 2 مليون فدان منها ضمن خطط التنفيذ، خاصة في منطقة الدلتا الجديدة.

التوسع الزراعي يقلل الواردات

وأوضح "خليفة"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج على مسئوليتي المذاع عبر قناة صدى البلد، أن ثمار هذا التوسع ظهرت بوضوح في تراجع واردات القمح بنسبة تقارب 20% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة زيادة المساحات المزروعة بالمحصول الاستراتيجي، وتوريد كميات غير مسبوقة من الفلاحين لصالح وزارة التموين.

وأشار إلى أن الحكومة حرصت على إعلان أسعار استرشادية واضحة لتوريد القمح في الموسم الماضي، كما أعلنت مبكراً عن أسعار الموسم الجديد لمحاصيل القمح وقصب وبنجر السكر، قبل موعد الحصاد بأربعة أشهر، وهو ما يمنح المزارعين رؤية واضحة ويعزز قدرتهم على التخطيط والإنتاج بكفاءة.

اكتفاء ذاتي من السكر

وتابع سيد خليفة موضحاً أن مصر نجحت بالفعل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، غير أن الطاقة الاستيعابية للمصانع لم تعد كافية لاستقبال الكميات الكبيرة من البنجر في فترة زمنية قصيرة، ما دفع الدولة للتحرك نحو إنشاء مخازن جديدة واستغلال الفائض في التصدير للأسواق الخارجية.

وأضاف "خليفة" أن هذا النجاح في ملف السكر يعكس ثمرة السياسات الزراعية المتوازنة التي تربط بين الإنتاج والتصنيع والتصدير، بما يعزز عوائد الدولة ويرفع دخل المزارعين.

جهود الري الحديثة

وفيما يتعلق بالموارد المائية، شدد سيد خليفة على أن الإجراءات التي تنفذها وزارة الموارد المائية والري، بالتعاون مع وزارة الزراعة، مثل حفر الآبار والتوسع في استخدام تقنيات الري الحديثة، ساهمت في تحسين الإنتاج وضمان الاستدامة. 

وأكد أن مصر تنفق مبالغ كبيرة لمواجهة تحديات المياه، بينما تعاني قارات مثل أوروبا من أزمات الجفاف، وهو ما يجعل التجربة المصرية نموذجاً يحتذى به، مضيفًا أن هذه السياسات ساعدت في رفع كفاءة الأراضي المستصلحة وزيادة إنتاجيتها، بما يعزز قدرة الدولة على مواجهة أي تقلبات في الأسواق العالمية أو ضغوط خارجية.

وفرة في السلع الغذائية

وأكد سيد خليفة أنه لا توجد أزمة في أي سلعة غذائية داخل مصر، بل هناك وفرة كبيرة في جميع المنتجات، سواء من الخضروات أو الفاكهة أو المحاصيل الأساسية، مشيراً إلى أن الصادرات الزراعية المصرية تصل إلى أكثر من 120 دولة حول العالم.

ولفت سيد خليفة إلى أن المنتجات المصرية تتميز بجودة عالية، مما جعلها تحظى بثقة الأسواق الخارجية، ويعكس قوة النظام المصري في إدارة الملف الزراعي والتصديري.

معايير صارمة للتصدير

وأوضح سيد خليفة أن جميع المحاصيل المعدة للتصدير تخضع لنظام صارم من الفحص والتتبع، عبر تطبيق نظام "الباركود" الذي يكشف كافة تفاصيل الشحنة، بداية من نوع التربة والمياه المستخدمة، وحتى نتائج الفحص من هيئة سلامة الغذاء والجهات المعنية، وذلك قبل السماح بخروجها إلى الأسواق العالمية.

وأكد سيد خليفة أن أي شحنة زراعية مصرية يتم تصديرها تمر بضوابط ومعايير دولية دقيقة، ولم يتم رفض أي شحنة بسبب مخالفة المواصفات، مشدداً على أن النظام المصري في مجال الصادرات الزراعية يعد واحداً من الأقوى عالمياً ويعتمد على أساليب حديثة في التتبع والفحص.

رؤية مستقبلية للأمن الغذائي

واختتم سيد خليفة تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أمنها الغذائي الكامل، مستفيدة من مشروعات الاستصلاح العملاقة، والتوسع في الزراعة الحديثة، والتوازن بين الإنتاج المحلي والتصدير، وهو ما يجعل التجربة المصرية ركيزة أساسية لمستقبل آمن غذائياً واقتصادياً.