سيد خليفة: انخفاض واردات القمح 20% ومشروعات التوسع الأفقي تحقق أمنًا غذائيًا

أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن مصر حققت إنجازًا كبيرًا في ملف الأمن الغذائي خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن واردات القمح انخفضت لأول مرة بنسبة 20%، إذ أن هذا التراجع يعكس حجم الطفرة التي حققتها الدولة المصرية في قطاع الزراعة بفضل المشروعات القومية العملاقة.
وأضاف سيد خليفة أن مصر ناقشت ملف الأمن الغذائي بشكل واضح ومتكامل، ووضعت استراتيجيات وطنية تستهدف تقليل الاعتماد على الخارج، وتعزيز الإنتاج المحلي من المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح الذي يمثل الغذاء الأساسي للمواطن المصري.
مشروعات للتوسع الأفقي
وأوضح "خليفة" أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دشن قبل عشر سنوات مشروعات التوسع الأفقي واستصلاح الأراضي الزراعية في الفرافرة، لافتًا إلى أن هذه الخطوة كانت البداية الحقيقية لتغيير خريطة الزراعة المصرية.
وأشار سيد خليفة إلى أن مشروع الفرافرة لم يكن مجرد استصلاح للأراضي فحسب، بل مشروع متكامل للتنمية الزراعية يهدف إلى زيادة الرقعة المزروعة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، إضافة إلى تأمين احتياجات السوق المحلي من السلع الأساسية.
تقليل الفجوة الغذائية
وأكد أن مشروعات التوسع الزراعي أسهمت بشكل فعال في تقليل الفجوة الغذائية بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، فضًلا عن أن مصر كانت تعتمد بشكل كبير على استيراد القمح من الخارج، وهو ما كان يشكل عبئًا كبيرًا على الموازنة العامة للدولة بالعملة الصعبة.
وأضاف سيد خليفة أن خطة الدولة التي تستهدف الاكتفاء الذاتي من القمح تدريجيًا تسير بخطى ثابتة، حيث ساعدت في خفض فاتورة الاستيراد وتوفير ملايين الدولارات التي كانت توجه إلى الأسواق العالمية، لتُستثمر بدلًا من ذلك في دعم المزارعين وتطوير البنية الزراعية.
استصلاح الأراضي الجديدة
وتابع أن الدولة مستمرة في استصلاح المزيد من الأراضي في مناطق متعددة مثل الدلتا الجديدة وتوشكى وسيناء، مؤكدًا أن هذه المشروعات الضخمة ستغير خريطة الإنتاج الزراعي في مصر خلال السنوات المقبلة.
وأشار "خليفة" إلى أن إدخال نظم الري الحديثة والتقنيات الزراعية المتطورة في هذه المشروعات يعزز كفاءة استخدام الموارد المائية، ويرفع إنتاجية الفدان، ما يسهم بشكل مباشر في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
اكتفاء المحاصيل الاستراتيجية
كما أوضح أن الدولة لا تركز فقط على القمح، بل على مجموعة من المحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة والقطن والسكر والزيوت. وأكد أن التوسع في إنتاج هذه المحاصيل يعزز من قدرة الدولة على مواجهة الأزمات العالمية التي تؤثر على أسعار الغذاء وتوافره.
وبيّن "خليفة" أن توجه مصر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي يعكس رؤية واضحة في إدارة ملف الأمن الغذائي، من خلال التوازن بين التوسع الزراعي وزيادة الإنتاجية، بما يضمن استقرار السوق المحلي.
دعم القيادة السياسية
وشدد على أن القيادة السياسية أولت ملف الزراعة اهتمامًا كبيرًا منذ عام 2014، إذ اعتبرت أن الأمن الغذائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي، موضحًا أن الرئيس السيسي كان حريصًا على متابعة تفاصيل مشروعات التوسع الزراعي بشكل دوري، للتأكد من سيرها وفق المخطط الزمني.
وأكد سيد خليفة أن هذا الدعم السياسي انعكس على توفير التمويل اللازم للمشروعات الزراعية العملاقة، وتذليل العقبات أمام المزارعين، ما ساعد في تحسين منظومة الزراعة بشكل متكامل.

مستقبل للزراعة المصرية
واختتم سيد خليفة حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق خلال السنوات الماضية يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي المستدام، مشددًا على أن استمرار المشروعات القومية في الزراعة سيضع مصر في مكانة متقدمة عالميًا من حيث الاكتفاء الذاتي والإنتاج الزراعي.
وذكر سيد خليفة أن ما نشهده اليوم هو حصاد لجهود بدأت منذ سنوات، ويعكس إصرار الدولة المصرية على تحقيق التنمية الزراعية الحقيقية التي تخدم المواطن وتدعم الاقتصاد الوطني.