صلاح عبد العاطي: قمة العشرين تدفع المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته تجاه غزة

شدّد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس اللجنة الدولية لدعم حقوق فلسطين، على أن انعقاد قمة مجموعة العشرين في القاهرة يحمل دلالات عميقة ويمثل محطة مهمة في تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، موضحًا أن القمة ليست مجرد حدث سياسي عابر، بل تُجسد فرصة عملية لوضع معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، على طاولة القوى الكبرى في العالم.

وأوضح "عبد العاطي"، في مداخلة هاتفية مؤثرة عبر برنامج "اليوم" على شاشة قناة دي إم سي،  أن مصر باحتضانها هذا الحدث الدولي الضخم، تقدم منصة عالمية بالغة الأهمية لمناقشة قضايا إنسانية وسياسية جوهرية، وهو ما يعكس دورها الإقليمي البارز ومسؤوليتها التاريخية تجاه استقرار المنطقة وحماية الشعوب من ويلات الأزمات.

موقف مصر الثابت

وأكد أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية يظل ثابتاً ومبدئياً، لاسيما فيما يتعلق بغزة، مشيراً إلى أن القاهرة تبذل جهوداً سياسية ودبلوماسية مكثفة لوقف الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين، مضيفًا أن مصر تمثل صوتاً صادقاً في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، إذ تعمل على تسليط الضوء على خطورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، جراء الحصار والاعتداءات المتواصلة.

كما نوه إلى أن موقف مصر في هذه المرحلة يبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن القضايا الإنسانية لا يمكن أن تبقى رهينة الحسابات السياسية، بل يجب أن تكون أولوية في أي حوار دولي، خصوصاً في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة التي تعيشها غزة.

الجوع كسلاح ممنوع

وأوضح "عبد العاطي" أن استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين يُعد جريمة إنسانية خطيرة تتعارض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية، مشددًا على أن ما يجري في غزة من حصار خانق وحرمان متعمد من الغذاء والدواء هو بمثابة جريمة إبادة بطيئة تستوجب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي.

وأضاف أن صمت بعض القوى الدولية وعدم تحركها بالجدية اللازمة يُعد تواطؤاً غير مباشر في استمرار هذه المعاناة، مؤكداً أن القانون الدولي الإنساني يحظر بشكل قاطع استخدام الغذاء والدواء كأدوات ضغط أو عقاب جماعي، وهو ما يحدث اليوم في غزة بصورة واضحة وصارخة.

إعلان المجاعة تحذير عاجل

وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن الإعلان عن الوضع الإنساني في غزة كمنطقة "مجاعة" يمثل جرس إنذار خطير للمنظمات والهيئات الدولية، ويؤكد أن الأوضاع لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل أو المماطلة، موضحًا أن هذا الإعلان يُلزم المجتمع الدولي قانونياً وأخلاقياً بالتحرك السريع لتوفير المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين من مخاطر الموت الجماعي.

كما أشاد بالجهود المصرية المتواصلة التي لا تقتصر على الدعم السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل المساعدات الإغاثية والدور النشط في تنسيق الجهود الدولية لإيصال الغذاء والدواء إلى غزة، مؤكدًا أن هذه التحركات تجسد التزام مصر الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف.

الالتزام بالمبادئ الإنسانية

واختتم صلاح عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن الالتزام بالمبادئ الإنسانية يجب أن يكون محوراً أساسياً في جميع الاجتماعات والقمم الدولية القادمة، وفي مقدمتها قمة العشرين، مشيرًا إلى أن العدالة وحماية الحقوق الأساسية للفلسطينيين لا ينبغي أن تكون قضية تفاوضية، بل حق أصيل يكفله القانون الدولي ويجب على الجميع احترامه.

كما دعا صلاح عبد العاطي القوى الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية، وعدم الاكتفاء بالبيانات الدبلوماسية، بل اتخاذ خطوات عملية لوقف الانتهاكات المستمرة وإنهاء الحصار المفروض على غزة، فالمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإثبات جديته في الدفاع عن القيم الإنسانية العالمية.