عاجل

إنجي عهدي تكشف تحديات المناخ والحروب وأولويات التنمية المستدامة |فيديو

قضايا الأمن الغذائي
قضايا الأمن الغذائي

سلطت الإعلامية إنجي عهدي الضوء على ملف الأمن الغذائي خلال مداخلتها عبر قناة القاهرة الإخبارية، مؤكدة أن هذه القضية لم تعد مجرد شأن تنموي تقليدي، بل أصبحت تمثل محوراً أساسياً في استقرار الدول وسلامة المجتمعات.

شأن تنموي تقليدي

وأوضحت "عهدي" أن ضمان الأمن الغذائي يرتبط مباشرة بأهداف التنمية المستدامة التي تسعى إليها الحكومات والمنظمات الدولية، ما يجعله أولوية قصوى على أجندة مجموعة العشرين.

وأشارت إلى أن القمة العالمية لمجموعة العشرين تنظر إلى الأمن الغذائي باعتباره ركيزة لا غنى عنها لبناء اقتصاد عالمي أكثر توازناً وعدالة، خاصة مع تصاعد الأزمات الاقتصادية والسياسية والبيئية التي يواجهها العالم.

التغير المناخي يهدد المحاصيل

وأوضحت أن التغيرات المناخية باتت التحدي الأكبر أمام استقرار الإنتاج الزراعي العالمي، حيث تتأثر المحاصيل الأساسية بتقلبات الطقس، وارتفاع درجات الحرارة، ونقص المياه، لافته إلى أن تقارير أممية حديثة حذرت من أن مئات الملايين قد يواجهون خطر الجوع بحلول عام 2050 في حال لم تُتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة.

كما أشارت "عهدي" إلى أن هذه التغيرات لا تقتصر على تراجع الإنتاج فحسب، بل تمتد لتشمل تدهور الأراضي الزراعية وفقدان التنوع البيولوجي، مما ينذر بأزمات غذائية متكررة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

الحروب والأزمات الاقتصادية

وتطرقت إلى أثر الصراعات الدولية على الأمن الغذائي، مؤكدة أن استمرار النزاعات المسلحة والأزمات الاقتصادية ساهم في تفاقم أزمة الغذاء العالمية، وأبرزت مثال الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في تعطيل سلاسل التوريد ورفع أسعار الحبوب والزيوت عالمياً، مما أدى إلى تضخم كبير وصعوبة حصول العديد من الدول النامية على احتياجاتها الغذائية.

وبيّنت "عهدي" أن الأزمات الاقتصادية بدورها فاقمت المشهد، حيث تراجعت القدرة الشرائية للمجتمعات، وارتفعت معدلات الفقر، ما جعل الملايين عاجزين عن الوصول إلى سلة غذائهم اليومية.

جائحة كورونا كشفت الهشاشة

وأوضحت إنجي عهدي أن جائحة كورونا شكلت اختباراً حقيقياً للنظم الغذائية العالمية، بعدما أدت إلى شلل في سلاسل التوريد وتعطل حركة الإمدادات بين الدول، فضًلا عن أن هذه الأزمة الصحية كشفت عن هشاشة البنية التحتية الغذائية على مستوى العالم، وهو ما جعل إعادة التفكير في بناء أنظمة أكثر مرونة واستدامة مطلباً ضرورياً.

وأشارت إلى أن الجائحة أثبتت الحاجة إلى تنويع مصادر الغذاء، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة أي صدمات مستقبلية قد تؤثر على الأسواق الغذائية العالمية.

دور مجموعة العشرين

وشددت إنجي عهدي على أهمية الدور الذي تضطلع به مجموعة العشرين في مواجهة هذه التحديات، لاسيما في هذا التوقيت الحرج، قائًلا: "المجموعة تعمل على وضع جدول أعمال متكامل يضمن توفير التمويل اللازم لمشروعات التكيف مع التغير المناخي، ودعم الاستثمارات الزراعية، وتشجيع الابتكار التكنولوجي في مجال الزراعة".

كما أكدت أن المجموعة تسعى إلى تطوير أنظمة غذائية أكثر عدالة وشمولاً، بما يضمن وصول الغذاء إلى الفئات الأكثر احتياجاً، خاصة في الدول الفقيرة التي تعاني من نقص الموارد، مشددة على أن استقرار الغذاء يعني بالضرورة استقرار الدول والمجتمعات.

<strong>الإعلامية إنجي عهدي</strong>
الإعلامية إنجي عهدي

الغذاء بين التحديات والحلول

وختمت إنجي عهدي حديثها بالتأكيد على أن مستقبل الأمن الغذائي العالمي سيعتمد على قدرة الحكومات والمؤسسات الدولية على مواجهة الأزمات المناخية والاقتصادية والصحية المتشابكة، مشددًا على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية مشتركة، وتمويلاً عادلاً، واستثمارات في التكنولوجيا الزراعية الحديثة، لضمان إمدادات غذائية كافية للأجيال القادمة.

وذكرت إنجي عهدي أن قضية الأمن الغذائي لم تعد رفاهية مطروحة على طاولة النقاش، بل أصبحت مصيراً مشتركاً يستوجب العمل الجماعي، والتعاون الدولي المكثف لضمان حق الشعوب في الغذاء كجزء من حقوقها الأساسية في الحياة.

تم نسخ الرابط