ثروت الخرباوي يكشف تفاصيل صادمة: «الإخوان حاصروني داخل منزلي أسبوعًا كاملًا»

كشف الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والمنشق السابق عن جماعة الإخوان، تفاصيل صادمة عن ممارسات التنظيم خلال فترة الانتخابات في مطلع الألفية، مؤكدًا أن قيادة الجماعة ممثلة في مصطفى مشهور أصدرت قرارًا صارمًا بمنعه من مغادرة منزله لمدة أسبوع كامل، حتى لا يعبّر عن رأيه المختلف ويؤثر سلبًا على خططهم الانتخابية آنذاك.
وأوضح "الخرباوي"، خلال لقائه ببرنامج مساء جديد المذاع عبر قناة المحور الفضائية، أن القرار لم يكن مجرد توصية داخلية بل تم تنفيذه على أرض الواقع، حيث وُضع حرس تابعون للجماعة أمام منزله لمنعه من الخروج باستثناء أداء الصلاة في المسجد المجاور.
قرار المنع والرقابة المشددة
وأشار إلى أن ما تعرض له لم يكن مجرد خلاف سياسي أو اختلاف في الرؤى، بل ممارسة أقرب إلى سلوك العصابات، فقد مُنع من الذهاب إلى عمله أو ممارسة نشاطه المهني، بما في ذلك التوجه إلى المحكمة أو مكتبه الخاص، بل حتى من حضور اجتماعات النقابة التي كان عضوًا فيها.
وأضاف أن الهدف من تلك الخطوة كان إسكاته تمامًا ومنع وصول صوته إلى الرأي العام أو زملائه في النقابة، خشية أن يكشف عن مخالفات الجماعة أو ينتقد خططها السياسية. واعتبر أن هذا السلوك يعكس طبيعة التنظيم الذي يتعامل مع أعضائه بعقلية عسكرية قائمة على الأوامر والولاء المطلق.
شهادة موثقة من قيادات مقربة
ولم يكتفِ بسرد تجربته الشخصية، بل أشار إلى أن الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، الذي كان مقربًا من الجماعة في تلك الفترة، وثّق هذه الواقعة بالتفصيل في مقال منشور بجريدة الأهرام عام 2001.
وأوضح العوا حينها أن ثروت الخرباوي لم يُمنع فقط من التعبير عن رأيه، بل مُنع تمامًا من مغادرة منزله، وهو ما يؤكد أن ما حدث لم يكن مبالغة أو ادعاءً شخصيًا، وإنما حقيقة أقرّ بها شاهد من داخل الدائرة الفكرية المقربة من الإخوان.
تضامن محدود داخل الجماعة
وأكد ثروت الخرباوي أن بعض القيادات داخل الجماعة، مثل عبد المنعم أبو الفتوح، أبدوا اعتراضهم على هذا القرار غير المسبوق، إلا أن القرار نُفذ بالفعل، واستمر المنع لمدة أسبوع كامل، وذلك قبل انتخابات نقابة المحامين.
وشدد ثروت الخرباوي على أن هذه الحادثة تعكس حجم الانقسامات الداخلية داخل الإخوان، لكنها في الوقت ذاته تؤكد سيطرة القيادات العسكرية والتنظيمية على القرار، وعدم السماح بأي مساحة للاختلاف أو حرية الرأي داخل صفوف الجماعة.
تنظيم عسكري لا سياسي
وفي تحليله لهذه التجربة، أوضح ثروت الخرباوي أن جماعة الإخوان ليست مجرد تنظيم سياسي يسعى للمشاركة في الحياة العامة، بل هي أقرب إلى تنظيم عسكري يفرض أوامره بالقوة.
وأضاف ثروت الخرباوي أن المفاهيم السائدة داخل الجماعة ترتكز على الانضباط العسكري، حيث يُنظر إلى أي صوت مخالف باعتباره "عدوًا داخليًا" يجب تحييده أو إسكات صوته، مبينًا أن ما عاشه بنفسه يبرهن على أن الجماعة تعمل بعقلية "التشكيل العصابي" الذي لا يتورع عن محاصرة أفراده وحرمانهم من أبسط حقوقهم في حرية الحركة والتعبير.

كشف الحقيقة للرأي العام
واختتم ثروت الخرباوي تصريحاته بالتأكيد على أنه يكرر سرد هذه الواقعة بين الحين والآخر حتى لا ينساها الناس، مشيرًا إلى أن التجربة الشخصية أحيانًا قد يظن البعض أنها مبالغات، لكن توثيقها من قبل قيادات مقربة مثل العوا يعكس مدى خطورتها.
وشدد ثروت الخرباوي على أن سرد مثل هذه الحقائق ضرورة تاريخية لكشف طبيعة التنظيم أمام الأجيال الجديدة، ولتوضيح أن الإخوان لم يكونوا يومًا تنظيمًا مدنيًا ديمقراطيًا، بل جماعة تسعى إلى السيطرة على المجتمع باستخدام أساليب قمعية تتعارض مع أبسط مفاهيم الحرية والعدالة.