ثروت الخرباوي: حسن البنا لم يؤسس جماعة دعوية بل دولة داخل الوطن|فيديو

أكد الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن حسن البنا لم يؤسس جماعة دعوية كما يعتقد البعض، وإنما وضع لبنات دولة موازية داخل الدولة المصرية، لها مؤسسات وأجهزة تماثل الوزارات، الأمر الذي جعل جماعة الإخوان أبعد ما تكون عن الشكل التقليدي للحركات الدينية.
وأوضح "الخرباوي"، خلال لقائه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن أدبيات الجماعة تحمل في طياتها كل أنواع الاستبداد، وأن مفهوم الديمقراطية لديهم يقتصر على الشعار الخارجي فقط، بينما في داخل التنظيم يُمارس الاستبداد على الأعضاء قبل أن يمتد إلى المجتمع كله.
تقسيمات تماثل الوزارات
وأشار إلى أن البنا أنشأ أقساماً متعددة تشابه مؤسسات الدولة الحديثة، مثل قسم الاتصال بالعالم الخارجي الذي يماثل وزارة الخارجية، وقسم الإدارة المالية الذي يوازي وزارة المالية، فضلاً عن قسم الاقتصاد، والثقافة، والإعلام، والتعليم، والطلبة، والفلاحين، والعمال، حتى بدا وكأن التنظيم هو دولة متكاملة داخل حدود الدولة المصرية.
وأضاف أن حسن البنا لم يكتفِ بذلك، بل أنشأ قسماً عسكرياً سرياً عام 1939 عُرف باسم الجهاز الخاص، سبقته مرحلة تأسيس قسم الجوالة الذي تحول لاحقاً إلى النواة العسكرية للجماعة، بهدف بناء ذراع مسلح موازٍ للجيش المصري.
اختراق مؤسسات الدولة
وكشف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن الجماعة لم تتوقف عند حدود التنظيم الداخلي، بل سعت إلى التغلغل في مؤسسات الدولة بهدف السيطرة عليها. فقد عملت على اختراق وزارة الحربية عبر تجنيد بعض الضباط، كما تسللت إلى وزارة الداخلية لتكوين شبكة نفوذ داخل الجهاز الأمني.
وبيّن أن هذا النهج لم يكن عشوائياً بل كان مخططاً طويل المدى، إذ أنشأت الجماعة لاحقاً ما يسمى بـ"قسم أمن الدعوة"، وهو جهاز مخصص لملاحقة الأعضاء المنشقين أو الرافضين لقرارات القيادة، في مشهد يجسد طبيعة استبدادية ديكتاتورية لا تمت بصلة إلى الديمقراطية.
الديمقراطية في فكر الإخوان
وأكد ثروت الخرباوي أن الحديث عن ديمقراطية داخل جماعة الإخوان مجرد وهم، مشيراً إلى أن العودة لكتابات قادة التنظيم تكشف أن الديمقراطية لديهم وسيلة مؤقتة للوصول إلى الحكم، لا أكثر، متابعًا: "الجماعة قائمة على الفكر العسكري والتنظيم السري، وهي أبعد ما تكون عن العمل المدني أو التعددية الحزبية".
واستشهد بما نشره الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في حوار بجريدة العربي الناصري مطلع الألفية، حيث أجاب صراحة بأن الجماعة لن تسمح بوجود أحزاب علمانية أو شيوعية أو ناصرية حال وصولها للسلطة، وهو اعتراف يكشف بوضوح رفض الإخوان لمبدأ تداول السلطة.
مقارنة واستغلال للشعارات
وتابع ثروت الخرباوي أن أبو الفتوح حاول تبرير موقفه بالاستشهاد بالولايات المتحدة، قائلاً: "هل يوجد حزب شيوعي في أمريكا يناقض النظام الرأسمالي؟"، بينما تجاهل حقيقة وجود أحزاب يسارية وإن كانت غير مؤثرة، لافتاً إلى أن هذه المقارنة المغلوطة تعكس طبيعة الفكر الإقصائي للجماعة.
وأوضح ثروت الخرباوي أن الهدف الأساسي من هذه السياسات هو تكريس الحكم الفردي للتنظيم، عبر مزيج من الشعارات الدينية والاستغلال السياسي، مع إقصاء أي قوة معارضة محتملة، سواء من داخل المجتمع أو من داخل التنظيم ذاته.

الأخوان كيان مستمر
وشدد ثروت الخرباوي على أن الحديث عن جماعة الإخوان لا يمكن اختزاله في شهادة ميلاد أو حدث تاريخي، فهي تنظيم مستمر بخطة طويلة المدى يسعى للتغلغل في المجتمعات والمؤسسات، مشيراً إلى أن خطورته تكمن في القدرة على إعادة التكيف مع الظروف المتغيرة، مع الحفاظ على نفس الفكر الاستبدادي.
واختتم ثروت الخرباوي حديثه قائلاً: "لو تحدثنا عن الجماعة سنوات وسنوات فلن نصل إلى نهايتها، لأنها تنظيم قائم على السرية والمرونة التكتيكية، لكن جوهره يبقى واحداً: الاستبداد ورفض الديمقراطية".