عاجل

بالأرقام مصر تحقق صعود سياحي ملحوظ في النصف الأول من عام 2025

ارشيفية
ارشيفية

تعد السياحة أحد أهم الركائز الاقتصادية بالنسبة لمصر، لما تمتلكه من تنوع لا يُضاهى، والذي يلبي مختلف الأذواق ومن كل الجنسيات، وشهد عام 2025 في نصفه الأول نموًا سياحيًا كبيرًا، وسلط خبراء السياحة الضوء على إقبال السائحين على المقصد المصري مستهدفين الشواطئ والمعالم التاريخية

ومن ناحيته قال شريف فتحي وزير السياحة والآثار، إن السياحة هي تجربة متكاملة، ويجب أن يشعر السائح بنجاح تجربته، من كل النواحي، بحيث أن السعر الذي سدده في رحلته يساوي الخدمة التي تلقاها، ومصر هنا تمتلك تنوعًا سياحيًا لا يُضاهى، وهو ما يفي باحتياجات السائح بعد توفير الخدمات السياحية يالملائمة. 

وقال خبراء السياحة، أن النصف الأول من عام 2025 تركزت السياحة بنسبة 80% على الشواطئ سواء سواحل البحر الأحمر أو البحر المتوسط، والعلمين والساحل الشمالي، فيما استحوذت السياحة الثقافية على نحو 20%، واللافت هنا هو الإشادات التي حظى بها المقصد المصري، مع تحسن الخدمات في المواقع الأثرية والمتاحف الجديدة، مثل المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة والمتحف الإسلامي والمتحف المصري في التحرير، فيما لا تزال السياحة البيئية نسبياً هي الأضعف، رغم الإمكانات الضخمة التي تمتلكها مصر في هذا المجال ومنها محميات جنوب سيناء، وواحة سيوة، والفيوم والفرافرة وغيرهم. 

وخلال الفترة الأخيرة اهتمت الدولة المصرية، بمجال السياحة االعلاجية، حيث تم الإعلان عن إنشاء مدينة طبية خضراء متكاملة في شرم الشيخ لتنشيط السياحة العلاجية، ومركز علاجي لطب الأعماق في دهب لخدمة الغواصين، 

أوصت مؤتمرات السياحة مؤخراً بدعم أنماط مبتكرة مثل السياحة البيئية والصحية، والاستثمار في واحات صحراء مصر المتميزة، وبحسب خبراء فإن رحلة الغطس والغوص والطبيعة الجبلية في جنوب سيناء، بالإضافة إلى سياحة السفاري الصحراوية استقبلت نحو 20 ألف زائر في النصف الأول من 2025، حيث تحافظ مصر على مزيج فريد يجمع بين الآثار القديمة واليونانية الرومانية والقبطية الإسلامية والحديثة، وكذلك المنتجعات الشاطئية، مع التركيز الآن على التوسع في السياحة المستدامة والرفاهية الصحية. 

الوجهات السياحية الرائدة

تُعد القاهرة، الكبرى وتحديداً منطقة  الأهرامات، والمعالم الإسلامية والقبطية من أبرز الوجهات السياحية في مصر، خاصة مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير

الأقصر وأسوان

يتمير جنوب الصعيد بأنه يضم مواقع الآثار مصرية قديمة رائعة منها معابد الكرنك ووادي الملوك في الأقصر وأبو سمبل في أسوان إضافة للرحلات النهرية على نهر النيل التي يقبل عليها السياح بكثرة. 

على الساحل الجنوبي والشرقي، تعد منتجعات البحر الأحمر في الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم ودهب من الوجهات الأكثر جذباً للعائلات ومحبي الرياضات البحرية. 

فمتوسط إشغال الفنادق في شرم الشيخ يفوق 75%، وقد يصل إلى أكثر من 90% في ذروة الموسم الصيفي، كما لا تقل مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط أهمّية، إذ تجذب شواطئها وتاريخها البحري ملايين الزوار. 

كما برزت واحة سيوة والجبال الشاطئية في جنوب سيناء كوجهات للسياحة البيئية في مصر، رغم قلة الترويج لها حتى الآن، وداخل القاهرة يجري حالياً تطوير وسط المدينة ليصبح مركزاً سياحياً وترفيهياً متكاملاً، في مناطق مثل وسط البلد والزمالك وجاردن سيتي. 

الجنسيات المصدرة 

أكد مسؤولون في قطاع السياحة، أنه في النصف الأول من 2025، شهدت مصر إقبال من ألمانيا كأكثر دولة مصدرة للسياحة منذ مطلع 2025، ثم من دول شرق أوروبا مثل بولندا وأوكرانيا وجمهورية التشيك، وروسيا وفرنسا، باعتبارها من الأسواق الأوروبية المهمة التي زادت رحلاتها إلى مصر مؤخرًا. 

السعودية أيضًا، كانت في صدارة بين الدول العربية المصدرة للسياح إلى مصر،  نتيجة لازدياد خطوط الطيران المباشرة وسهولة التنقل بين مصر والسعودية،  ولم تعلن الإحصاءات الرسمية أرقاماً محددة لكل جنسية، لكن الترجيحات تشير إلى تنامي السوقين الألماني والسعودي كمصدرين رئيسيين للسياح خلال النصف الأول من 2025 

مؤشرات اقتصادية

كشف وزير السياحة أن مصر استقبلت نحو 8.7 مليون سائح أجنبي في النصف الأول من 2025، مسجلة بذلك زيادة تقارب 24% مقارنة بنفس الفترة خلال عام 2024، وبالتزامن مع ذلك ارتفعت عائدات السياحة إلى حوالي 8.05 مليار دولار في نفس الفترة. 

وتعادل تلك الإيرادات أعلى مستوى إقليمي، إذ تجاوزت إيرادات مصر السياحية نظيرتها في الدول المجاورة، كما سجل متوسط إنفاق السائح في مصر مؤشرات إيجابية، حيث يبلغ اليوم نحو 97 دولاراً مع مستهدف رفعه إلى أكثر من 105 دولارات بنهاية العام. 

يُذكر أن إجمالي أعداد السياح في عام 2024 بلغ نحو 15.78 مليون زائر، فيما حقّقت مصر 15.3 مليار دولار عائدات سياحية في ذلك العام، ما يُظهر استدامة الاتجاه التصاعدي.  

تعكس هذه الأرقام صعود دور السياحة كمصدر كبير للعملات الأجنبية؛ فهي تحتل المرتبة الثالثة بعد الصادرات وتحويلات العاملين بالخارج، وقد ضخت الحكومة حوافز مالية ضخمة لدعم القطاع، منها مبادرة قروض تفضيلية بقيمة 50 مليار جنيه لتوسيع الطاقة الفندقية، ومن ناحية نسبية، تشير التقديرات إلى أن مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي المصري ستبلغ نحو 8.6% بحلول 2025، مع خطط لرفعها أكثر مستقبلاً.

التحديات الراهنة

على الرغم من الأداء القوي، يواجه قطاع السياحة في مصر عدة تحديات منها التوترات المحيطة التي قد تؤثر على حركة السياحة؛ فقد تعطلت مؤقتاً في يونيو 2025 بعد حرب الاحتلال وإيران، ما أدى إلى إلغاء حجوزات تجاوزت 10% في المتوسط، ورغم عودة الاستقرار نسبيًا، إلا أن شبح أي التصعيد المخيم على الأفق أصبح مصدر قلق دائم. 

إشغال الفنادق المرتفع في الوجهات الرئيسية (شبه كاملة في موسم الذروة) يجعل الطلب على غرف إضافية ومرافق سياحية متزايد،  ويشدد الخبراء على أنه يجب مضاعفة طاقة الغرف الفندقية خلال السنوات المقبلة، كما أن تطوير المطارات والطرقات وشبكات النقل الداخلي سيسهم في تحسين تجربة السياح، لذا دعا مؤتمر «صوت مصر 2025» إلى تحسين البنية التحتية وسهولة الحصول على التأشيرات لدعم الصناعة السياحية.

المنافسة العالمية، والتقلبات المناخية تحد آخر، فقد تؤثر الموجات الحارة الشديدة أو التقلبات الجوية على جاذبية الشواطئ في بعض مواسم العام، كما أن الاعتماد على أسواق محددة يفرض ضرورة تنويع خطة التسويق السياحي، لذا طالب المختصون بالاستمرار في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز جودة الخدمات السياحية ومراجعة السياسات الدولية المتعلقة بالسفر. 

توقعات النصف الثاني من 2025

ترجح مختلف المصادر الرسمية والغير رسمية استمرار الصعود السياحي في النصف الثاني من 2025م، حيث تستهدف الحكومة الوصول بالأعداد السياحية إلى 18 مليون سائحًا مع نهاية العام، وتتناسب تلك التوقعات مع النمو المتواصل للحجوزات الحالية، خاصة مع موسمي الصيف والخريف، ونتيجة لذلك ارتفعت توقعات الإيرادات السياحية للعام كله إلى حوالي 18.3 مليار دولا، بزيادة حوالي 9.5% عن 2024.

لذا نجد عناية كبرى، بمشروعات البنية التحتية الكبرى حيث تلقت تلك المشروعات دعمًا تجاوز 550 مليار دولار في العقد الأخير، كما تم تحفيز القطاع الفندقي بحوافز ضريبية وتمويلية، وإن نجحت هذه الاستراتيجية، فسيظل النمو مستداماً في النصف الثاني من 2025 وما يليه، مع مزيد من السائحين من أسواق عالمية جديدة وزيادة متوسط إنفاقهم. 

تم نسخ الرابط