طارق فهمي: زيارة وفد الكونجرس لمعبر رفح اعتراف بالدور المصري في إنقاذ غزة

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي إلى معبر رفح تمثل خطوة ذات أهمية بالغة على الصعيدين السياسي والإنساني، مشيرًا إلى أنها تعكس إدراكًا أمريكيًا متناميًا لحجم الجهود التي تبذلها القاهرة في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وأوضح طارق فهمي، في مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا لايف، أن هذه الزيارة تجسد ترجمة عملية للجهود الدبلوماسية المصرية التي لم تتوقف منذ اندلاع الأزمة، مؤكداً أن مصر تحرص على إبراز دورها كوسيط أساسي قادر على تحريك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني.
العلاقات المصرية الأمريكية
وأشار طارق فهمي إلى أن اللقاءات التي عقدها الوفد الأمريكي مع المسئولين المصريين جاءت في توقيت حساس يتزامن مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، ما أتاح فرصة لنقل رسالة مصرية واضحة بضرورة تحرك المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى حل عاجل للأزمة.
وأضاف طارق فهمي أن الزيارة عكست اهتماماً متبادلاً بتعزيز مستوى التنسيق بين القاهرة وواشنطن، مؤكداً أن مصر استثمرت الحدث لتوجيه رسائل مباشرة حول أهمية التحرك السريع لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين ووقف الكارثة الإنسانية.
مصر في تأمين المعابر
ولفت طارق فهمي إلى أن النقاشات التي جرت بين المسئولين المصريين والوفد الأمريكي ركزت على الدور المحوري لمصر في إدارة وتأمين المعابر الإنسانية، خاصة معبر رفح، الذي يمثل شريان الحياة الوحيد لسكان غزة، فضًلا عن أن القاهرة لم تتوقف عن تقديم الدعم اللوجستي وتنسيق إدخال المساعدات عبر منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، في إطار التزامها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
كما شدد طارق فهمي على أن هذه الجهود ليست محلية فقط، بل تتسع لتشمل تحركات على الساحة الإقليمية والدولية، بما يعكس رغبة مصر في إيجاد حلول واقعية ومستدامة للأزمة التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
تعاون وتحالفات دولية
من جانب آخر، اعتبر طارق فهمي أن زيارة الوفد الأمريكي تؤكد وجود تعاون استراتيجي متنامٍ بين القاهرة وواشنطن، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجهها مصر على المستويين السياسي والدبلوماسي، موضحًا أن القاهرة تسعى باستمرار إلى تعزيز تحالفاتها مع القوى الكبرى من أجل الدفع نحو حل عادل للقضية الفلسطينية، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وأشار طارق فهمي إلى أن هناك تحولاً تدريجياً في المواقف الأمريكية، حيث بدأت واشنطن تمارس ضغوطًا متزايدة على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وهو ما يمكن اعتباره تطوراً إيجابياً ناتجًا عن الضغط الدولي والمواقف الإقليمية الحاسمة.
تحركات مصرية على الساحة
وفي سياق متصل، أوضح طارق فهمي أن هذه الزيارة جاءت متزامنة مع تحركات مصرية نشطة على الصعيد الدولي، خصوصاً داخل أروقة الأمم المتحدة، مبينًا أن القاهرة تستعد لتوجيه رسائل قوية خلال اجتماعات الجمعية العامة المقبلة، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته في وقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأضاف طارق فهمي أن مصر تعمل على توحيد المواقف العربية وتكثيف التنسيق مع الدول الكبرى من أجل ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل، بالتوازي مع الجهود المبذولة لإيصال المساعدات وتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.

خطوة لتسليط الضوء على غزة
واختتم طارق فهمي حديثه بالتأكيد على أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي إلى معبر رفح تمثل خطوة حاسمة لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة أمام المجتمع الدولي، نوهًا إلى أن هذه الخطوة تثبت أن الدور المصري لا غنى عنه في أي مساعٍ لحل الأزمة، وأن القاهرة لا تكتفي بالوساطة السياسية، بل تتحمل كذلك العبء الإنساني المترتب على الأزمة.
وشدد طارق فهمي على أن القاهرة ستواصل تواصلها مع واشنطن لدفعها نحو اتخاذ مواقف أكثر فاعلية، بما يخدم حقوق الفلسطينيين ويضع حدًا للأوضاع الإنسانية الكارثية التي يمرون بها.