خبراء السيارات: تراجع الأسعار فرصة لتعزيز الصناعة التجميعية وتوطين الإنتاج

يشهد  سوق السيارات المصري حالة من التغيرات المتسارعة خلال الفترة الأخيرة، انعكست بشكل مباشر على الأسعار وحركة المبيعات، وسط توقعات باستمرار موجة التراجع خلال الشهور المقبلة.

وفي هذا السياق، تناول الإعلامي  تامر أمين في برنامجه "آخر النهار" المذاع عبر شاشة "النهار"، أحدث التطورات التي يشهدها القطاع، مستضيفًا كلًا من المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات، والمهندس خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنّعي السيارات، للحديث عن مستقبل الصناعة محليًا والتحديات التي تواجه السوق.

أسباب التراجع في الأسعار

أوضح الضيفان أن أزمة ارتفاع أسعار السيارات خلال العامين الماضيين ارتبطت بشكل مباشر بقانون العرض والطلب، إلى جانب الأزمات الاقتصادية العالمية وسلاسل التوريد. لكن مع دخول كميات كبيرة من السيارات إلى السوق المصري مؤخرًا، بدأت الأسعار في التراجع تدريجيًا.

وأشار أبو المجد إلى أن أسعار السيارات الجديدة (الزيرو) شهدت انخفاضًا تراوح ما بين 20 إلى 25%، بينما انخفضت أسعار السيارات المستعملة بنسبة أقل، بلغت حوالي 15 إلى 20%، مع توقعات باستمرار التراجع بنحو 5% إضافية خلال الأشهر المقبلة.

المجلس الأعلى لتجارة السيارات خطوة مفصلية

وأكد الخبراء أن إنشاء المجلس الأعلى لتجارة السيارات يمثل خطوة محورية نحو حل مشكلات القطاع، عبر وضع استراتيجية واضحة لتوازن السوق، والحد من المضاربات السعرية، ومواجهة الاحتكار.

وأوضح خالد سعد أن هذه الخطوة ستمنح ثقة أكبر للمستهلك، وتساعد على وضع ضوابط حقيقية لعملية الاستيراد والتوزيع، بما يحمي السوق من الأزمات المفاجئة.

الصناعة المحلية بين التجميع والتكامل

لفت الضيفان إلى أن مصر تمتلك حاليًا صناعة تجميعية وليست متكاملة، لكنها تمثل حجر أساس يمكن البناء عليه ، فالانتقال من التجميع إلى التصنيع المتكامل يتطلب خططًا طويلة المدى تشمل تدريب العمالة، وتشجيع المستثمرين، وجذب الشركات العالمية.

كما شددا على أن رفع نسبة المكوّن المحلي في عملية التصنيع يسهم بشكل مباشر في تقليل الأعباء الجمركية، حيث إن استيراد سيارة كاملة يفرض جمارك مرتفعة، بينما استيراد المكونات وقطع الغيار يخفّض التكلفة بشكل كبير هذا التوجه لا يقلل فقط من الأسعار، بل يعزز أيضًا من قدرة الصناعة الوطنية على المنافسة.

ثقة المستهلك ودعم الإنتاج الوطني

أكد الضيفان أن المستهلك المصري أصبح أكثر وعيًا في تقييم المنتجات، وأن دعم الصناعة المحلية لا ينعكس فقط على الأسعار، بل يرفع أيضًا من مستوى الثقة في المنتج الوطني.

وأشارا إلى أن الاستثمار في توطين صناعة السيارات يمثل مستقبلًا واعدًا للاقتصاد المصري، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو السيارات الكهربائية والهجينة، وهو ما يستدعي الإسراع بخطط التطوير لمواكبة التحولات الدولية.

مستقبل السوق.. تفاؤل حذر

اختتم الخبراء حديثهم بالتأكيد على أن السوق يسير نحو حالة من الاستقرار التدريجي، وأن التراجع الحالي في الأسعار ليس ظاهرة مؤقتة، بل يعكس بداية مرحلة جديدة أكثر توازنًا. ومع ذلك، يظل نجاح هذه المرحلة مرهونًا بمدى جدية الدولة والقطاع الخاص في دعم الصناعة المحلية، وتقديم تسهيلات حقيقية للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.