صور قديمة ومنحوتات تراثية تروي قصة قنا في فعاليات المتحف القومي للحضارة

في إطار الجهود المستمرة للترويج للتراث الثقافي والفني لمحافظة قنا، نظمت المحافظة بالتعاون مع المتحف القومي للحضارة المصرية فعالية فنية وحرفية استثنائية، تضمنت عرضًا متنوعًا للحرف التراثية اليدوية وفعاليات فنية مبهرة، وذلك في خطوة تهدف إلى إبراز الهوية الثقافية للمحافظة وتعزيز مكانتها كمقصد سياحي وثقافي بارز في مصر.
استعراض لتراث قنا اليدوي
كان المعرض الذي نظمته محافظة قنا نقطة محورية في الفعالية، حيث ضم مجموعة متميزة من الحرف التقليدية التي اشتهرت بها المحافظة، مثل صناعة خشب السرسوع، والخزف والفخار، وصناعة الفركة، وحرف جريد النخيل، بالإضافة إلى السجاد والكليم. وقد أبدع الحرفيون المحليون في تقديم هذه الصناعات اليدوية التي تعكس غنى التراث المصري وتفرد الصناعات المحلية في قنا.





كما شهد المعرض عرض منتجات غذائية محلية من أبرزها العسل الأسود والمخبوزات الصعيدية التي قدمتها مؤسسة "البيت المصري"، مما أتاح للزوار فرصة التعرف عن كثب على منتجات قنا التي تعكس روح الثقافة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تم عرض مشغولات يدوية متنوعة من الحقائب والملابس التي تعكس البساطة والأصالة التي تتميز بها قنا، ما أضاف لمسة فنية وحرفية فريدة على المعرض.
أداء يروي قصة الثقافة الصعيدية
وكانت الفعالية أكثر من مجرد معرض حرفي، حيث قدمت فرقة الفنون الشعبية بقصر ثقافة قنا عروضًا فنية رائعة شهدت تفاعلًا واسعًا من الحضور. شملت العروض رقصات صعيدية أصيلة، بالإضافة إلى رقصات التنورة التي أضافت أجواء احتفالية للمكان، مما أبرز قدرة الفنون الشعبية على نقل التاريخ والثقافة عبر الأجيال. وقد لاقى أداء الفرقة إشادة كبيرة من الحضور الذين أكدوا على سحر وعراقة الفلكلور الصعيدي.
توثيق التراث والمعالم السياحية
في إطار الفعالية، تم عرض فيلم تسجيلي تناول أبرز الحرف التراثية والمعالم السياحية والأثرية بمحافظة قنا، بما في ذلك معبد دندرة، وقناطر نجع حمادي، وقصر الأمير يوسف كمال، ومسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، ودير الصليب بمدينة نقادة، ودير الشهيد مارجرجس المجمع. وقد قدم الفيلم لمحة تاريخية ومعرفية غنية عن الأماكن التي تعد من أبرز معالم السياحة في قنا، مما يعزز من أهمية هذه المعالم كوجهات سياحية رئيسية في مصر.
إبداع فني في توثيق التراث القنائي
أضاف الفنانون المحليون لمسة إبداعية للفعالية، حيث شارك الفنان مصطفى حمزة بمجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة التي التقطت للمنازل والمعالم الأثرية بمحافظة قنا، بالإضافة إلى الفنان عبدالرسول أحمد الذي عرض منحوتات تجسد ملامح التراث القنائي الأصيل. كما قدمت الفنانة منال أبو الحسن مجموعة من الأعمال الفنية التي تمثل شخصيات صعيدية، فيما قدم أحمد مصطفى مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق تاريخ المحافظة. هذه الأعمال الفنية أضافت بعدًا ثقافيًا غنيًا للفعالية، حيث جعلت الزوار يشعرون بعمق وجمال التراث القنائي.
كلمات إشادة من المسؤولين
شهدت الفعالية حضور الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، الذي أكد في كلمته أهمية هذا الحدث في إبراز الهوية الثقافية والفنية للمحافظة. وأوضح أن مشاركة قنا في هذه الفعالية تأتي في إطار استراتيجية المحافظة للترويج لمقوماتها السياحية والحرفية الفريدة، التي تسهم في وضعها على الخريطة السياحية والثقافية لمصر. وأضاف أن التعاون المثمر بين المحافظة والهيئات الثقافية والفنية المختلفة يساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة قنا كمقصد سياحي وثقافي عالمي.
كما أشاد الدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، بجودة العروض الفنية والمعارض الحرفية التي تعكس تاريخًا طويلًا من الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الحرفية والفنية في قنا.
تكريم المشاركين
واختتمت الفعالية بتكريم الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، لجميع المشاركين في الحدث، من الحرفيين وفرق الفنون الشعبية والفنانين المحليين. كما تم تكريم ممثلي منظمات المجتمع المدني وفريق وحدة التكتلات الحرفية وفريق مكتب الإعلام بديوان عام محافظة قنا، تقديرًا لجهودهم المتميزة في إنجاح الفعالية وإبراز التراث الغني للمحافظة.