مايكل ممدوح: الذهب يتجه نحو مستويات قياسية والنفط مهدد بهبوط تاريخي بحلول 2026

في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، برزت تصريحات مهمة لمحلل أسواق المال، الدكتور مايكل ممدوح، الذي استعرض مستقبل أسعار الذهب والنفط خلال الأعوام المقبلة، كاشفًا عن توقعات تعكس الفوارق الكبيرة بين الملاذات الآمنة والأصول المرتبطة بالطاقة.
وجاء حديثه خلال لقائه ببرنامج «أرقام وأسواق» المذاع على قناة أزهري، حيث ركز مايكل ممدوح على الاتجاهات السعرية، والعوامل المؤثرة، واستراتيجيات الاستثمار الواجب اتباعها في المرحلة الحالية.
الذهب في مسار صاعد
وأوضح "ممدوح" أن الذهب ما يزال يحتفظ بمكانته كأول ملاذ آمن عالميًا، خاصة في ظل توجه البنوك المركزية الكبرى نحو تخفيض أسعار الفائدة، وما يرافق ذلك من مخاطر اقتصادية وتضخم عالمي، فضًلا عن أن المعدن الأصفر يواصل مساره الصاعد على المدى المتوسط والطويل، مما يجعله خيارًا مضمونًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار.
وأشار إلى أن أسعار الذهب تتداول حاليًا قرب 3440 دولارًا للأونصة، أي على مقربة من مستوى المقاومة عند 3450 دولارًا، ومن ثم القمة النفسية الكبرى عند 3500 دولار.
توقعات بمستويات قياسية
وأكد "ممدوح" أن السيناريو الأبرز يتمثل في اختراق الذهب لمستوى 3500 دولار، وهو ما سيقوده إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة قد تتراوح بين 4000 و4100 دولار بحلول عام 2026، مبينًا أن هذه الارتفاعات المحتملة تعكس قوة الذهب كأصل استراتيجي قادر على امتصاص الصدمات الاقتصادية وتجاوز أي تراجعات مؤقتة.
وفي هذا السياق، نصح مايكل ممدوح المستثمرين بعدم التسرع في الدخول عند المستويات الحالية، بل انتظار تأكيد الاختراق للقمة التاريخية، لضمان الاستثمار في اتجاه صاعد قوي ومستدام.
نصائح للمستثمرين
قال مايكل ممدوح إن الذهب يتميز بقدرته على تعويض أي خسائر قصيرة الأجل بمرور الوقت، وهو ما يجعله أصلًا مضمونًا على المدى الطويل، حيث أوصى المستثمرين بوضع استراتيجيات مرنة تسمح بالتحوط ضد أي تذبذبات قصيرة الأمد، مع الاستفادة من الزخم الإيجابي المتوقع للمعدن الأصفر خلال الأعوام القادمة.
مشيرا إلى أن التنويع في المحافظ الاستثمارية يعد خطوة أساسية لتقليل المخاطر، بحيث يتم المزج بين الأصول الدفاعية مثل الذهب، وبعض الأدوات الأخرى ذات العائد الدوري.
النفط في نطاق عرضي
أما فيما يتعلق بأسعار النفط، أوضح مايكل ممدوح أن خام برنت يواصل التداول في نطاق عرضي محدود بين 58 و68 دولارًا للبرميل، مؤكدًا أن الاتجاه العام منذ عام 2022 لا يزال هابطًا، ما يشير إلى ضعف قدرة السوق على تسجيل ارتفاعات مستدامة.
ولفت مايكل ممدوح إلى أن أي صعود مؤقت في أسعار النفط غالبًا ما يتبعه تراجع جديد، وهو ما يجعل من الصعب الاعتماد على الخام كمصدر للربحية طويلة الأجل في الفترة الراهنة.
هبوط محتمل أقل من 50 دولارًا
توقع مايكل ممدوح أن يكسر خام برنت مستوى 58 دولارًا للبرميل، وهو ما قد يقود إلى هبوط تاريخي جديد يقل عن 50 دولارًا للبرميل بحلول عام 2026، لافتًا إلى أن هذه التوقعات تستند إلى مجموعة من العوامل الجوهرية أبرزها تراجع الطلب العالمي على الطاقة.
كما أشار مايكل ممدوح إلى انتهاء موسم الذروة الصيفي في الولايات المتحدة، وما يترتب على ذلك من انخفاض معدلات الاستهلاك، إضافة إلى حالة الترقب المستمرة بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بأسعار الفائدة.

استراتيجيات تحوط ذكية
شدد مايكل ممدوح على أهمية اتباع استراتيجيات استثمارية مرنة في أسواق السلع العالمية، بحيث تسمح للمستثمرين بالتحوط ضد تقلبات أسعار النفط من ناحية، والاستفادة من الزخم الإيجابي المتوقع للذهب من ناحية أخرى، موضحًا أن الجمع بين التحليل الفني والعوامل الاقتصادية الكلية يعد أداة أساسية لاتخاذ قرارات رشيدة في ظل الظروف الراهنة.
واختتم مايكل ممدوح بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستتطلب من المستثمرين مزيدًا من اليقظة والانتباه للتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مؤكدًا أن الفرص الكبيرة موجودة، لكن اغتنامها يحتاج إلى توقيت دقيق وحكمة في الإدارة.