ما حكم الصيام لإنقاص الوزن .. وهل يشترط النية؟ الإفتاء تجيب

أوضحت دار الإفتاء أن النية أساس لصحة الصوم، فلا يصح صيام من لم يقصد به القربة إلى الله تعالى، وهي كذلك سبب لنيل الثواب في الآخرة. وعلى المسلم إذا أراد الجمع بين الصيام والحمية أو إنقاص الوزن أن يستحضر نية العبادة مع ذلك، ليصح صومه ويُرجى له الأجر
النية وأثرها في صحة العمل وقبوله
جعل الله تعالى صلاح الأعمال وفسادها مرتبطًا بالنية؛ فإذا كانت النية صالحة صحَّ العمل وقُبل، وإذا فسدت النية فسد العمل وبطل أجره. وقد ورد في الحديث المشهور الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:
«إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى…» رواه البخاري ومسلم.
وقد أوضح العلماء أن النية هي الفارق بين ما يصح وما لا يصح من العبادات، فهي شرط أساسي لقبول الأعمال الشرعية من صلاة وصوم وزكاة وحج وغيرها.
حكم الصيام بنية إنقاص الوزن فقط
إذا صام الإنسان وليس في قصده التقرّب إلى الله تعالى، وإنما يريد مجرد إنقاص وزنه، فلا يثاب على صومه؛ لأن الفقهاء من المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) أجمعوا على أن الصيام لا يصح إلا بالنية، فرضًا كان أو نفلًا.
• قال الإمام الموصلي الحنفي: “النية شرط في الصوم، وهو أن يعلم بقلبه أنه يصوم”.
• وقال الحطاب المالكي: “شرط صحة الصوم مطلقًا أن يكون بنية”.
• وقال النووي الشافعي: “لا يصح صوم إلا بنية، فرضًا كان أو تطوعًا”.
• وقال ابن قدامة الحنبلي: “لا يصح صوم إلا بنية إجماعًا؛ لأنه عبادة محضة”.
أما مسألة الثواب، فهي متوقفة على النية؛ فلا أجر بلا نية صالحة، كما قرر العلماء.
الجمع بين نية العبادة ونية إنقاص الوزن
إذا كان مقصود الصائم الجمع بين نية العبادة والتقرب إلى الله تعالى، مع نية الحمية أو التداوي أو إنقاص الوزن، فصومه صحيح ويُرجى له الأجر والثواب.
• قال الإمام الحموي الحنفي: “لو نوى الصوم مع الحمية أو التداوي، فالأصح صحة الصوم؛ لأن الحمية حاصلة في ذاتها، فلم تفسد النية”.
• وقال الحطاب المالكي: “من صام للتداوي أو لصحة البدن مع قصد العبادة، صح صومه، بل قد أمر النبي ﷺ بالصوم للشباب لقطع الشهوة، وهذا دليل على صحة اجتماع هذه النيات”.
• وذكر السيوطي الشافعي أن التشريك في النية بين العبادة والتداوي لا يقدح في صحة الصوم