باحث سعودي: تنسيق مكثف بين القاهرة والرياض والدوحة لإنهاء حرب غزة

قال مبارك آل عاتي، الكاتب والباحث السياسي السعودي، إن مصر تبذل جهودًا كبيرة بالتعاون مع قطر من أجل إنجاح مسار الوساطة وإنهاء الحرب في قطاع غزة، موضحًا أن المملكة العربية السعودية تشارك أيضًا بجهود متوازية، بما يعكس وجود تنسيق وثيق بين الرياض والقاهرة في هذا الملف الحساس.
جهود دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب
أوضح آل عاتي، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن التحركات الحالية تندرج في إطار مساعٍ عربية مشتركة تهدف إلى توحيد الصفوف الدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني ، وأكد أن مصر تتحرك على أكثر من مستوى، سواء عبر التواصل المباشر مع الأطراف الفلسطينية أو عبر تنسيق الجهود مع قطر والسعودية لضمان نجاح المفاوضات.
وأشار إلى أن هذه الجهود لا تقتصر فقط على وقف إطلاق النار، بل تشمل أيضًا التوصل إلى رؤية سياسية طويلة الأمد تُنهي حالة الحرب وتفتح الطريق أمام استئناف عملية السلام.
السعودية وقطر في خط واحد مع مصر
لفت الباحث السعودي إلى أن الدور الذي تلعبه قطر يظل محوريًا، باعتبارها طرفًا يحظى بعلاقات قوية مع بعض الفصائل الفلسطينية، فيما تسعى السعودية من جانبها إلى توفير الغطاء السياسي والدبلوماسي لهذه الجهود، بالتعاون مع القاهرة ، وأكد أن التنسيق الثلاثي بين مصر والسعودية وقطر يعكس وحدة الموقف العربي في ظل مرحلة تاريخية غير مسبوقة تمر بها القضية الفلسطينية.
الرهان على الدور المصري
أشاد آل عاتي بالدور المصري الفاعل في ملف الوساطة، موضحًا أن القاهرة تحملت العبء الأكبر خلال الفترة الماضية من خلال إدارة المفاوضات، وفتح قنوات اتصال مباشرة مع كل الأطراف، إضافة إلى دورها الإنساني في استقبال الجرحى وتسهيل إدخال المساعدات ، وأكد أن استمرار هذا الدور يظل هو الرهان الأكبر للتوصل إلى تسوية سياسية عاجلة.
الجمعية العامة للأمم المتحدة.. محطة فارقة
وتطرق الباحث السعودي إلى الاجتماع المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفًا إياه بأنه من أهم المحطات المرتبطة بالقضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة. وقال إن هناك مساعي عربية مكثفة لزيادة عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية، إلا أن الولايات المتحدة قد تعرقل هذه الجهود عبر التهديد باستخدام الفيتو أو فرض عقوبات على الدول التي تقدم اعترافًا رسميًا بفلسطين.
مرحلة تاريخية معقدة
شدد آل عاتي على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة تاريخية معقدة وغير مسبوقة، حيث يتقاطع فيها البعد الإقليمي مع الحسابات الدولية، وهو ما يتطلب وحدة الموقف العربي ومرونة في إدارة الملف. وأكد أن التحركات المصرية والسعودية والقطرية تمثل خطوة مهمة نحو إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، والعمل على إنهاء الحرب في غزة بأسرع وقت ممكن.