محمد الدويري يكشف كواليس الدور المصري التاريخي في القضية الفلسطينية |فيديو

في أولى حلقات برنامج "الجلسة سرية" استعرض البرنامج تقريرًا موسعًا بعنوان: "اللواء محمد الدويري.. مسيرة استخباراتية حافلة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي"؛ التقرير سلط الضوء على تاريخ طويل من الجهد المصري في القضية الفلسطينية، والدور المحوري الذي لعبته القاهرة في دعم مسار المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، والحفاظ على استقرار المنطقة.
مصر في القضية الفلسطينية
وأكد "الدويري"، عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن المصالحة الفلسطينية لم تكن سوى جزء بسيط من الدور المصري الكبير، والذي امتد لعقود طويلة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر لم تتعامل مع هذا الملف من منطلق عاطفي أو سياسي مؤقت، وإنما باعتباره جزءًا أصيلًا من أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
وأوضح محمد الدويري أن القاهرة كانت وما زالت تقود جهودًا استثنائية من أجل تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، والتواصل المستمر مع الأطراف الدولية والإقليمية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن استقرار فلسطين هو صمام أمان لاستقرار المنطقة بأكملها.
حقائق ووقائع لا مشاعر
وأضاف محمد الدويري خلال استضافته في البرنامج، أن الظروف الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية ليست جيدة، لافتًا إلى أنه يفضل الحديث عن وقائع وحقائق ثابتة على الأرض، بعيدًا عن التحليلات الشخصية أو العواطف، مشيرًا إلى أنه شارك على مدار ما يقرب من أربعة عقود في مئات الاجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وأوروبيين وأمريكيين، لمناقشة تفاصيل دقيقة تخص المصالحة ومستقبل الدولة الفلسطينية.
وأكد محمد الدويري أن هذه الاجتماعات التي استضافتها القاهرة وأحيانًا مدن أخرى، كانت تتناول مختلف القضايا المتعلقة بقطاع غزة ورام الله والضفة الغربية، إلى جانب العلاقات مع القوى الدولية، موضحًا أن كل ما تحقق في هذا الملف جاء بجهد جماعي ودعم سياسي وأمني متواصل.
منظومة عمل متكاملة
وتابع محمد الدويري قائلاً: "لم أكن سوى فرد واحد ضمن منظومة كبيرة تعمل بتكامل وتنسيق كامل، خلفنا دولة عظيمة وقيادة سياسية داعمة، وقيادة جهاز المخابرات العامة التي لم تبخل بالدعم والتوجيه. كما كان بجانبنا وفد أمني محترف ظل يعرف حتى اليوم باسم الوفد الأمني المصري، وهو وفد يتميز بالجدية والتفاني، ويعمل بلا كلل أو ملل".
وشدد محمد الدويري على أن مصر لم تتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق الجهد الفردي، بل اعتمدت دائمًا على مؤسساتها وأجهزتها وفرقها المتخصصة، وهو ما ضمن استمرار هذا الدور عبر الأجيال وتعاقب المسؤولين.
استمرار الجهد المصري
واستطرد محمد الدويري موضحًا أن أكثر ما يطمئنه خلال متابعته لهذا الملف من خارج موقع المسؤولية، أن تلك المنظومة ما زالت قائمة وبقوة. وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري يواصل عمله ليلًا ونهارًا بنفس الروح الوطنية والتوجه الثابت، مؤكدًا أن ذلك يعكس رؤية الدولة المصرية التي لم تتغير تجاه فلسطين والقضية العربية المركزية.
وأضاف محمد الدويري أن القيادة السياسية في مصر، ومعها جهاز المخابرات العامة، لا تزال تبذل جهودًا مضنية لضمان استمرار مسار التهدئة والدفع نحو مصالحة فلسطينية شاملة، باعتبارها الطريق الوحيد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وضمان الأمن الإقليمي.

مصر وضمانة الاستقرار
وفي ختام حديثه، شدد اللواء محمد الدويري على أن القضية الفلسطينية تظل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن مصر ستبقى ملتزمة بدورها التاريخي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، ورأى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار الإقليمي، فضلًا عن كونها السبيل العادل لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني.
وذكر محمد الدويري أن التجربة المصرية الممتدة في هذا الملف تثبت أن القاهرة ستبقى الفاعل الأساسي والوسيط الأكثر مصداقية في مسار السلام والمصالحة، وهو ما يجعلها حجر الزاوية في أي جهد دولي أو إقليمي نحو حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.