عاجل

خبير: تحركات مصر وقطر للتهدئة في غزة تواجه تعقيدات إسرائيلية متزايدة

قطاع غزة
قطاع غزة

قال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إن المرحلة الراهنة من المفاوضات المتعلقة بقطاع غزة تمر بظروف بالغة التعقيد، نتيجة استمرار التعنت الإسرائيلي في مواجهة كل المبادرات والوساطات.

وأكد أن هذا التعنت يأتي على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر وقطر وعدد من الوسطاء الدوليين بهدف تقريب وجهات النظر بين إسرائيل من جهة، والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس من جهة أخرى.

جهود مصر وقطر لإنقاذ غزة

أوضح سليمان، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن القاهرة تحركت بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة لترميم نقاط الخلاف ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها في سبيل التوصل إلى اتفاق يوقف نزيف الدم في قطاع غزة ،
وأشار إلى أن مصر لم تكتفِ بدور الناقل للمطالب، وإنما مارست ما وصفه بـ«الضغوط الإيجابية» على حركة حماس من أجل دفعها إلى إبداء مرونة أكبر في بعض الملفات الحساسة، خاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني وإدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى.

وفي السياق ذاته، لعبت قطر دورًا داعمًا ومساندًا، من خلال اتصالاتها الدبلوماسية ومحاولاتها المتكررة لفتح قنوات جديدة للحوار مع الجانب الإسرائيلي، إلا أن جميع هذه الجهود ما زالت تصطدم حتى الآن بعقبات إسرائيلية متكررة.
 

حسابات نتنياهو الضيقة

أكد مدير المركز العربي للبحوث والدراسات أن الموقف الإسرائيلي لا ينفصل عن حسابات داخلية ضيقة لرئيس الوزراء  بنيامين نتنياهو، الذي يحاول استغلال الوضع الراهن لتعزيز مكانته السياسية والشخصية، وأضاف أن تل أبيب تنظر إلى المفاوضات باعتبارها وسيلة لكسب المزيد من الوقت، في ظل ما تعتبره تفوقًا إقليميًا ودوليًا يمنحها مساحة أوسع للمناورة.


وأوضح سليمان أن هذا النهج يزيد من تعقيد الوضع ويضاعف من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل قطاع غزة، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال في اتباع هذه السياسات يجعل فرص التوصل إلى حل شامل وعادل تتراجع يومًا بعد يوم.

الدور الأمريكي في تعقيد الأزمة

وأشار سليمان إلى أن التعنت الإسرائيلي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الدعم الأمريكي الكامل، مبينًا أن واشنطن لا تقوم بدور الوسيط المحايد، بل أصبحت طرفًا رئيسيًا في عرقلة الوصول إلى أي حل.
ولفت إلى أن خطاب الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس  دونالد ترامب، يتبنى رؤية واضحة تعتبر أن لا حل للأزمة سوى القضاء على حركة حماس بالكامل، وهو ما يعكس انحيازًا تامًا للاحتلال ويغلق الباب أمام أي مبادرات تستهدف التهدئة أو وقف إطلاق النار.


 كارثة إنسانية متفاقمة

وشدد مدير المركز العربي للبحوث والدراسات على أن استمرار هذا الوضع يفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والدواء والكهرباء، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة القصف المتواصل.
وأكد أن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالضغط الحقيقي على إسرائيل لوقف عدوانها والقبول بحلول إنسانية عاجلة، مع إرساء قواعد تضمن مسارًا سياسيًا طويل المدى يحقق الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

تم نسخ الرابط