عاجل

حكم صيام المرأة المصابة بورم فى الرحم و تنزف طوال شهر رمضان

حكم صيام المرأة المصابة
حكم صيام المرأة المصابة بورم في الرحم

يواجه بعض النساء مشكلات صحية تؤثر على قدرتهن على الصيام خلال شهر رمضان، ومن بين هذه الحالات، المرأة التي تعاني من ورم في الرحم يؤدي إلى نزيف مستمر. فهل يجوز لها الصيام أم يجب عليها الفطر؟

بحسب فتوى صادرة عن فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، فإن المرأة التي تنزف طوال الشهر يُرجَع في أمرها إلى الطبيب المختص، فإذا أكد الطبيب أن الدم النازل هو دم حيض، فإنها تتبع الأحكام الشرعية للحيض، أي أنها تفطر خلال فترة الحيض المحددة، ثم تغتسل وتصوم بقية الأيام، مع وجوب قضاء الصيام الذي أفطرته بعد انتهاء رمضان.

أما إذا أوضح الطبيب أن النزيف ناتج عن مرض أو ورم في الرحم، ولا علاقة له بالحيض، فإن هذا الدم يُعد استحاضة، مما يعني أن المرأة تعتبر في حكم الطاهر، وعليها أداء الصلوات والصيام كبقية الأيام العادية.

الفرق بين الحيض والاستحاضة في الإسلام

الشرع الإسلامي يميز بين الحيض والاستحاضة، فالحيض هو الدم الطبيعي الذي ينزل في أوقات محددة للمرأة ويمنعها من الصلاة والصيام، أما الاستحاضة فهي نزيف مرضي لا يمنع العبادات. وفقًا لمذهب السادة الحنفية، فإن أقل مدة للحيض هي ثلاثة أيام، وأقصاها عشرة أيام، فإذا استمر النزيف بعد هذه الفترة، فإنه يعد استحاضة، وتلتزم المرأة بالصيام والصلاة بعد التطهر.

وقد ورد في حديث عن النبي ﷺ:
"أقل ما يكون من الحيض للجارية البكر والثيب ثلاثة، وأكثر ما يكون من المحيض عشرة أيام، فإذا رأت الدم أكثر من عشرة أيام فهي مستحاضة، تقضي ما زاد على أيام أقرائها." (رواه الدارقطني)

ماذا تفعل المرأة إذا استمر نزيفها طوال رمضان؟

إذا كانت المرأة تعلم مدة عادتها الشهرية قبل المرض، فإنها تترك الصيام فقط خلال هذه الأيام، وتعتبر باقي الأيام استحاضة.

إذا لم تكن لها عادة سابقة، فيتم اعتبار أقصى مدة للحيض وهي عشرة أيام، وما زاد على ذلك فهو استحاضة.

في حالة التأكد من أن النزيف بسبب ورم أو مرض وليس حيضًا، فإن المرأة تصوم وتصلي دون الحاجة إلى قضاء الأيام التي صامتها.

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحكم الشرعي في هذه المسألة يعتمد على رأي الطبيب المختص، فإذا كان الدم دم حيض، فإن المرأة تفطر وتقضي الأيام لاحقًا، وإذا كان الدم نزيفًا بسبب الورم، فهي في حكم الطاهر، ويجب عليها الصيام والصلاة بشكل طبيعي.

بهذا التوضيح، يصبح من الضروري لكل امرأة تعاني من نزيف مستمر خلال رمضان أن تستشير طبيبًا مختصًا لتحديد حالتها، والامتثال للأحكام الشرعية التي تنظم العبادات وفقًا لحالتها الصحية.

تم نسخ الرابط