أشرف سنجر: زيارة الكونجرس لمعبر رفح تعزز الدور المصري في دعم فلسطين|فيديو

أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، أن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي إلى معبر رفح والاطلاع على الجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية تمثل خطوة بالغة الأهمية، نظرًا لدور الكونجرس في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية.
وأوضح "سنجر"، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الزيارة تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية تعكس حجم إدراك بعض الدوائر الأمريكية لخطورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال.
انتقادات داخل الكونجرس
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه انتقادات متزايدة داخل الكونجرس، خصوصًا من الديمقراطيين، بسبب الدعم المفرط الذي قدمته دولة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية.
وأوضح أن هذا الدعم يتعارض مع المزاج الشعبي الأمريكي، الذي بدأ يدرك حجم الانتهاكات التي تمارس ضد المدنيين في غزة. وأضاف أن الكونجرس يسعى إلى مراجعة هذا النهج عبر لجانه المختلفة، مؤكدًا أن الزيارة تأتي في إطار محاولات لتصحيح مسار السياسة الخارجية الأمريكية.
صورة مأساوية تنقلها
وبيّن "سنجر" أن وسائل الإعلام العالمية، سواء العربية أو الأوروبية أو الأمريكية، لعبت دورًا رئيسيًا في نقل صورة مأساوية للأحداث في غزة. فقد كشفت الصور والأرقام حجم المأساة الإنسانية من قتل النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية، ما جعل الرأي العام الأمريكي والأوروبي أكثر وعيًا بخطورة الموقف.
وأكد أشرف سنجر أن هذه التغطية الإعلامية أجبرت بعض الدوائر السياسية في واشنطن على النظر بجدية لضرورة مراجعة علاقتها بسياسات الاحتلال.
علاقة مصر والولايات المتحدة
ولفت إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر علاقة استراتيجية يصعب زعزعتها، لما تحمله من مصالح سياسية وأمنية واقتصادية مشتركة.
وأكد أشرف سنجر أن مصر تنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عروبية ووطنية، وهو ما يدفعها إلى لعب دور أساسي في دعم الفلسطينيين، سواء عبر فتح معبر رفح أو من خلال جهودها الدبلوماسية، مشددًا على أن تجاهل الموقف المصري أو تقليص التعاون مع القاهرة أمر غير وارد، خاصة في ظل دورها المحوري في استقرار المنطقة.
خطورة السياسات الإسرائيلية
وأوضح أشرف سنجر أن السياسات التي ينتهجها الاحتلال، من طرد وتهجير وقتل للفلسطينيين، تؤجج التوتر في الشرق الأوسط وتهدد الأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أن هذه السياسات الوحشية تعيد للأذهان في الولايات المتحدة وأوروبا صور المذابح النازية ضد اليهود، وهو ما يجعل المقارنة صادمة للرأي العام الغربي.
وأضاف أن مثل هذه الممارسات لا يمكن أن تستمر دون أن تترك أثرًا عميقًا على صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي.

زيارة تحمل رسائل عميقة
واختتم أشرف سنجر تصريحاته بالتأكيد على أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمعبر رفح تمثل اعترافًا ضمنيًا بأهمية الدور المصري في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تُظهر بجلاء أن استقرار الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون دعم مصر ودورها في إدارة الأزمات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما شدد على أن هذه الزيارة رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، بات مضطرًا لإعادة النظر في سياساته تجاه الاحتلال الإسرائيلي، حفاظًا على استقرار المنطقة ومنع انزلاقها إلى مزيد من الفوضى.