رفعت فياض: البكالوريا المصرية مستوحاة من الشهادات الأجنبية وتفتح آفاقاً جديدة

تحدث الكاتب الصحفي، رفعت فياض، عن أن فكرة البكالوريا المصرية عند طرحها لأول مرة جاءت مستوحاة من روح الشهادات الأجنبية الهدف الأساسي كان منح الطلاب حرية الاختيار الواعي للتخصص المناسب لهم، بعد دراسة متأنية للمجالات المختلفة، بعيداً عن الضغوط التقليدية التي تفرضها الثانوية العامة الحالية.
وأشار رفعت فياض، خلال حوار تليفزيوني ببرنامج «ناسنا» المذاع عبر قناة المحور، إلى أن هذا المشروع التعليمي الطموح لم يكن مجرد تغيير شكلي، بل رؤية متكاملة لتطوير مسار التعليم في مصر، الفكرة في بدايتها ارتكزت على جعل "البكالوريا المصرية" بديلاً كلياً عن نظام الثانوية العامة، بما يعني إلغاء الشهادة التقليدية الحالية وتقديم نظام أكثر مرونة وجودة في نفس الوقت.
خلفية تاريخية للبكالوريا
كشف رفعت فياض أن شهادة البكالوريا لم تكن جديدة تماماً على مصر، فقد جرى تطبيقها فعلياً بين عامي 1920 و1927، في تلك الفترة، كانت مصر تعتمد عليها كأفضل شهادة تعليمية تؤهل الطلاب للالتحاق بالجامعات أو الدخول مباشرة إلى سوق العمل.
وأضاف رفعت فياض أن تلك الحقبة التاريخية شهدت عدداً قليلاً من الجامعات المصرية، الأمر الذي جعل شهادة البكالوريا في ذلك الوقت ذات مكانة مرموقة، كونها تجمع بين الجانب الأكاديمي والمعرفي، والقدرة على تجهيز الطالب لاحتياجات سوق العمل المتنامي.
أهداف البكالوريا الجديدة
وأختتم رفعت فياض بالتأكيد على أن الهدف من إعادة إحياء فكرة البكالوريا المصرية في العصر الحالي يتمثل في تغيير فلسفة التعليم من مجرد الحفظ والتلقين إلى تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليل، فالتعليم لم يعد يقتصر على اجتياز امتحان نهائي، بل يتطلب تأهيلاً أوسع يتناسب مع احتياجات القرن الحادي والعشرين، سواء داخل الجامعات أو في سوق العمل.
وذكر رفعت فياض أن النظام المقترح يركز على تنويع مسارات الطلاب وفق ميولهم وقدراتهم، بحيث يختار الطالب التخصص الذي يناسبه مبكراً، بدلاً من الالتزام بمسار واحد يفرض عليه دون مراعاة لرغباته أو استعداداته.
التعليم بين التحديات والحلول
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن تجربة البكالوريا المصرية المقترحة تمثل محاولة جادة للخروج من الأزمات التي تحيط بنظام الثانوية العامة، والذي بات يمثل عبئاً على الأسر والطلاب معاً. فقد أصبح هذا النظام مرادفاً للضغوط النفسية والمالية، حيث تُنفق الأسرة المصرية مواردها على الدروس الخصوصية التي تحولت إلى بديل إلزامي عن التعليم المدرسي.
وأضاف أن البكالوريا في صورتها الجديدة ستعمل على تخفيف تلك الأعباء، من خلال بناء منظومة تعليمية متكاملة، تعتمد على تطوير المناهج ورفع مستوى المعلمين، مع خلق آلية تقييم أكثر شمولاً من مجرد امتحان نهائي يحدد مستقبل الطالب بالكامل.

التعليم في ضوء البكالوريا
شدد رفعت فياض على أن نجاح فكرة البكالوريا المصرية مرهون بوجود إرادة سياسية قوية، إلى جانب خطة تنفيذية مدروسة، كما أكد أن تطبيقها يحتاج إلى سنوات من العمل الميداني لتجهيز البنية التحتية للتعليم، وتطوير المدارس، وإعداد كوادر تدريسية قادرة على إدارة هذا التحول النوعي.
واعتبررفعت فياض أن هذه الخطوة قد تكون بداية الطريق نحو ثورة تعليمية جديدة في مصر، تجعل النظام التعليمي أكثر ارتباطاً بالمعايير العالمية، وفي نفس الوقت متجذراً في احتياجات المجتمع المصري، فإذا تم تطبيق الفكرة بالشكل الصحيح، ستكون البكالوريا المصرية نقلة نوعية حقيقية لإعداد أجيال قادرة على الإبداع والابتكار.