وزير خارجية قطر: اتصالات يومية مع مصر لبحث آليات وقف إطلاق النار في غزة

في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة الرامية إلى وضع حد للتصعيد المستمر في قطاع غزة، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر، أن هناك اتصالات يومية ومستمرة بين الدوحة والقاهرة لبحث سبل وقف إطلاق النار والوصول إلى تهدئة عاجلة تنهي معاناة المدنيين وتفتح المجال أمام إدخال المساعدات الإنسانية.
تحركات قطرية مصرية
أوضح ووزير خارجية دولة قطر أن هذه الاتصالات تأتي في سياق التعاون الوثيق مع مصر بصفتها شريكًا إقليميًا محوريًا في قضايا المنطقة، مشيرًا إلى أن المفاوضات تدور حول آليات عملية لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة. وأضاف أن الدوحة تسعى بالتنسيق مع القاهرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بما يضمن التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام.
الوضع الإنساني يفرض نفسه
وأشار وزير خارجية قطر إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستويات كارثية، حيث يعيش ملايين الفلسطينيين تحت الحصار والعدوان المتواصل، مؤكدًا أن قطر تعمل على تكثيف جهودها مع الأطراف الدولية لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية، فضلًا عن تأمين ممرات إنسانية عاجلة لوقف نزيف الدم ورفع المعاناة عن السكان المدنيين.
شدد وزير خارجية قطر على أن الأزمة الحالية ليست شأنًا إقليميًا فحسب، بل هي اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بالقيم الإنسانية والقانون الدولي، مؤكدًا أن واجب الدول الكبرى والأمم المتحدة التدخل الفوري لفرض وقف لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين، كما أشار إلى أن استمرار الصمت الدولي يسهم في تفاقم الأزمة ويعطي غطاءً ضمنيًا لاستمرار العدوان.
رؤية قطر للحل السياسي
وبيّن وزير خارجية قطر أن قطر ترى أن الحل لا يكمن في التهدئة المؤقتة فقط، بل في التوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف أن الجهود القطرية تركز على خلق أرضية مشتركة تدفع بمسار المفاوضات إلى الأمام بدلًا من الدخول في دوامة من التصعيد المتكرر.
أشاد وزير خارجية قطر بالدور الكبير الذي تلعبه مصر في ملف القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة تمتلك خبرة واسعة وعلاقات مباشرة مع مختلف الأطراف، وهو ما يجعل التنسيق القطري المصري عنصرًا أساسيًا في الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام، مؤكدًا أن التكامل بين أدوار الدول العربية هو السبيل الأمثل لفرض واقع جديد يحمي الشعب الفلسطيني من استمرار المأساة.

دعم متواصل للشعب الفلسطيني
كما أعاد وزير خارجية قطر التأكيد على التزام قطر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا وتنمويًا، مشيرًا إلى أن الدوحة ستواصل تقديم المساعدات المالية والإغاثية، بالإضافة إلى المساهمة في إعادة إعمار غزة بعد توقف العمليات العسكرية، مشددًا على أن هذا الالتزام ليس مرتبطًا بتطورات آنية، بل هو موقف استراتيجي ثابت.
واختتم وزير خارجية قطر تصريحاته بالتأكيد على أن الحلول العسكرية لن تجلب الأمن ولا الاستقرار للمنطقة، بل ستزيد من حدة التوتر والدمار، داعيًا إلى استثمار اللحظة الراهنة في بلورة اتفاق شامل يوقف نزيف الدم ويؤسس لسلام عادل. وأضاف أن قطر ستبقى في طليعة الدول الساعية لتحقيق هذا الهدف عبر العمل المشترك مع مصر والأطراف الدولية الفاعلة.