فرنسا تعلن عزمها افتتاح سفارة في رام الله بعد اعترافها بفلسطين

أفاد مستشار رئيس فرنسا لشؤون الشرق الأوسط، الإسرائيلي عوفر برونشتاين، في مقابلة مع قناة "12" العبرية، أن باريس تخطط لافتتاح سفارة لها في الأراضي الفلسطينية عقب اعترافها الرسمي بدولة فلسطين المتوقع في الشهر المقبل.

ويعتبر هذا القرار خطوة دبلوماسية هامة تؤكد اعتراف فرنسا بفلسطين كدولة ذات سيادة، حيث من المرجح أن يتم تحديد مقر السفارة في مدينة رام الله حتى يتم الإعلان الرسمي عن قيام الدولة الفلسطينية.

افتتاح سفارة فرنسا في فلسطين

وأكد برونشتاين أن افتتاح السفارة الفرنسية في فلسطين وافتتاح سفارة فلسطينية في باريس يمثلان خطوتين أساسيتين في إطار الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية، معتبراً أن قيام دولة فلسطينية مستقرة يصب في مصلحة الأمن الإقليمي وإسرائيل نفسها. 

وعلق على أحداث السابع من أكتوبر 2023 بأن وجود دولة فلسطينية مستقرة كان من الممكن أن يمنع وقوع الكارثة التي حدثت، في إشارة إلى الصراع الذي شهدته المنطقة.

وأضاف المستشار أن الاستقرار في المنطقة كان سيساعد على تعزيز التعاون الأمني بين الجانبين، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الحرب المستمرة تمنع تحقيق أي تطبيع بين إسرائيل والدول الأخرى.

وشدد برونشتاين على ضرورة إنهاء الحرب وعودة الرهائن إلى ذويهم، محذراً من أن إسرائيل ستواجه معارضة دولية قوية قد تتضمن فرض عقوبات.

التوتر بين باريس وتل أبيب

في السياق ذاته، تأتي هذه الخطوة الفرنسية وسط تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب، والتي بلغت ذروتها مع تبادل تصريحات حادة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويرى مراقبون إسرائيليون أن هذه الخطوة الفرنسية مثيرة للجدل وستشكل تحدياً لحكومة بنيامين نتنياهو التي ترفض بشدة إقامة دولة فلسطينية، معتبرة أن ذلك مكافأة لحركة حماس.

كما حذرت الخبيرة في العلاقات الإسرائيلية الفرنسية الدكتورة ميريام روسمان من أن اعتراف فرنسا بفلسطين وافتتاحها سفارة في رام الله سيزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين، خصوصاً في ظل استمرار التوترات منذ أكتوبر 2023.

وأشارت روسمان إلى أن وجود قنصلية فرنسية في القدس التي تقدم خدمات للسكان الفلسطينيين قد يكون أحد أسباب رد الفعل الإسرائيلي، لا سيما مع التهديدات الإسرائيلية بإغلاق هذه القنصلية، والتي وصفها برونشتاين بأنها استفزازية.

يذكر أن هذه الخطوة تعكس موقف فرنسا الداعم لفلسطين وتسعى إلى تعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية، في ظل التوترات السياسية المتزايدة في المنطقة.