المقصودُ بـ المهر وفيمَ يُصرف وما هي قيمته وشروطه في عقد الزواج؟

أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية عن سؤال ما هو المقصودُ بـ المهر؟ وفيمَ يُصرف؟ وما قيمته؟، وما شروطه في عقد الزواج.
وقال الأزهر للفتوى إن المهر ليس مجرد تقليد اجتماعي، بل هو تشريع رباني إضافة إلى كونه رمزًا لعَظَمة عقد الزواج وأهميته، فالمهر يعبر عن جدية الزوج واحترامه للعلاقة الزوجية، إذ يُظهر استعداد الرجل للبذل والإنفاق لإتمام عقد الزواج.
المقصودُ بـ المهر وفيمَ يُصرف؟
أشار فتوى الأزهر إلي أنه قد وردت آيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد على مكانة المهر في الشريعة الإسلامية، منها قول الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4]، حيث يُشير "الصداق" إلى المهر، ويحثّ على تقديمه كحق واجب للمرأة عن طيب نفس.
قصة نبي الله موسى مع المهر
وذكر فتوى الأزهر تجلَّى دور المهر في قصة نبي الله موسى عليه السلام مع والد زوجته، فقد قضى موسى عشر سنوات من عمره في خدمة والد زوجته مهرًا لابنته، وقال الله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ}.
المهر ملك خالص للزوجة
وأكد مركز الأزهر للفتوى، أن المهر يُعد ملكًا خالصًا للزوجة، حيث يحق لها التصرف فيه كيفما تشاء دون تدخل من أحد. سواء أرادت الاحتفاظ به، أو وهبته، أو استخدامه في حاجاتها الشخصية، أما بقية تكاليف الزواج كالشبكة والولائم فتُحدد بناءً على العرف إذا لم يتم الاتفاق عليها مسبقًا، إذ يُقر الفقهاء بأن "العادة محَكَّمة".
حدود المهر وتكاليف الزواج
أكد فتوى الأزهر أن الإسلام لا يُحدد حدًا أدنى أو أقصى للمهر، ولكن يُوصي بعدم المغالاة فيه لتيسير الزواج وتقليل الأعباء على الشباب، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً».
المهر.. رمز للمودة والاحترام
وفي نهاية الفتوى قال الأزهر إن المهر ليس مجرد مال يُقدم للزوجة، بل هو رمز للمودة والاحترام، فكما أن الإسلام قد أوجبه للمرأة، فقد أوصى الرجال بتقدير هذا الحق والتيسير فيه، وللمجتمع دور كبير في التوعية بأهمية عدم المغالاة في المهور، لما لذلك من أثر إيجابي في استقرار الأسرة والمجتمع.