إيهاب هيكل: القاهرة تضم 30 ألف طبيب والمحافظات الأخرى تعاني نقصاً حادًا|فيديو

كشف الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، خلال لقائه في برنامج "من أول وجديد" المذاع عبر قناة النهار، عن أرقام هامة تتعلق بأعداد الأطباء في مصر، موضحًا أن محافظة القاهرة وحدها تضم أكثر من 30 ألف طبيب أسنان، بينما تعاني محافظات أخرى من نقص شديد في عدد الأطباء، مما يخلق فجوة واضحة في الخدمة الطبية بين مختلف الأقاليم.

وأكد "هيكل" أن هذا الخلل في التوزيع لا يحقق العدالة الصحية للمواطنين، مشددًا على أن الحل يكمن في إعادة هيكلة توزيع الأطباء بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية لكل محافظة، بحيث لا يحدث تكدس في مناطق وحرمان في أخرى.

خريجي القطاع الطبي

وفي السياق نفسه، لفت إيهاب هيكل إلى أن مصر تضم أعدادًا ضخمة من خريجي الكليات الطبية، حيث بلغ عدد خريجي كليات الصيدلة وحدها 300 ألف صيدلي، بينما بلغ عدد الأطباء البشريين نحو 320 ألف طبيب، منهم ما يقرب من 170 ألفًا يعملون خارج مصر، فضًلا عن أن عدد أطباء الأسنان المسجلين وصل إلى 115 ألف طبيب في تخصص واحد فقط.

وأشار إلى أن هذه الأرقام الضخمة تثير تساؤلات جدية حول سياسات التعليم العالي والتخطيط الصحي في مصر، خصوصًا مع وجود اختلال بين عدد الخريجين وحجم الاحتياج الفعلي في سوق العمل المحلي.

فتح كليات جديدة

وأوضح أن المشكلة لا تكمن فقط في كثرة الخريجين، بل في استمرار فتح كليات جديدة للصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي دون وجود خطط واضحة لتكليف هؤلاء الخريجين أو استيعابهم في سوق العمل، متسائلًا: "أين سيذهب كل هؤلاء الطلاب بعد التخرج؟ ولماذا يتم إنشاء كليات جديدة إذا كانت الدولة لا تحتاج إلى هذا العدد الضخم من الخريجين؟"

وأكد "هيكل" أن غياب التكليفات الحكومية للخريجين يزيد من تفاقم الأزمة، حيث يجد الكثير منهم أنفسهم بلا فرص عمل مناسبة داخل مصر، الأمر الذي يدفع البعض للهجرة أو تغيير مسارهم المهني بالكامل.

سياسات التعليم الطبي

وشدد على ضرورة أن تعيد الدولة النظر في سياسات التعليم الطبي، خاصة مع وجود أعداد ضخمة من الخريجين تفوق قدرة السوق المحلي على استيعابهم، مشيرًا إلى أن فتح كليات جديدة دون دراسة دقيقة للاحتياجات الحقيقية يعد إهدارًا للموارد وسببًا مباشرًا في تفاقم البطالة بين الشباب.

كما دعا إيهاب هيكل إلى ضرورة التنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم العالي لوضع خطط طويلة المدى تضمن تحقيق التوازن بين عدد الخريجين واحتياجات سوق العمل، فضلًا عن تطوير نظام التكليف ليشمل جميع التخصصات الطبية، بما في ذلك الصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي.

مستقبل القطاع الطبي 

واختتم إيهاب هيكل حديثه بالتأكيد على أن غياب التخطيط السليم يهدد مستقبل القطاع الطبي في مصر، فبينما يواجه المواطن في بعض المحافظات صعوبة في الوصول إلى طبيب متخصص، تشهد القاهرة وبعض المدن الكبرى تكدسًا غير مسبوق من الأطباء، مما يخلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب.

وشدد إيهاب هيكل على أن الحلول الجذرية تكمن في إعادة توزيع الأطباء، وإيقاف التوسع غير المدروس في فتح الكليات الطبية، وتوفير فرص عمل عادلة للخريجين، حتى يتمكن القطاع الصحي من مواكبة التطورات وتلبية احتياجات المواطنين بشكل متوازن.