فلسطينية بألف رجل.. شجاعة محافظ رام الله تثير إعجاب مستخدمي مواق التواصل

ببسالةٍ وشجاعةٍ نادرة، وقفت الدكتورة ليلى غنام، محافظ رام الله والبيرة، في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام موسّع نفذه جيش الاحتلال في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة لحماية المواطنين العزل في
هذا الموقف البطولي أثار موجة من الإعجاب والإشادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون صمودها رمزًا للثبات والكرامة في وجه الاحتلال.

محمد دياب: لم تختبئ في مكتبها أو تتحدث داخل فنادق العواصم
وقد كتب الباحث الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، محمد دياب، منشورًا على حسابه في "فيسبوك" قال فيه:"لم تختبئ في مكتبها، ولم تطل علينا من خلف الميكروفونات في فنادق العواصم.
وأوضح محمد دياب:هذه هي ليلى غنام، محافظ رام الله، التي قررت أن تقاوم بطريقتها، بأضعف الإيمان الفلسطيني الممكن. إنها تمثل السلطة الفلسطينية القائمة تحت الاحتلال، الحقيقة التي لم ينكرها حتى رأس الهرم في النظام السياسي. فلم يزعم أبو مازن يومًا أنه قادر على منع جيش الاحتلال من دخول العاصمة السياسية 'خاوة'، لأنه يدرك تمامًا ما يعنيه الدخول في مواجهة مسلحة مفتوحة، وهي مواجهة يدرك أهل غزة تبعاتها جيدًا."

وأضاف دياب :"نعم، هي سلطة تحت الاحتلال، ورئيسها يضطر لاستصدار تصريح لعبور الحواجز التي تقطع أوصال الضفة وتحاصرها وتصادر أموالها، ومع ذلك، تبقى هذه السلطة الممثل السياسي للشعب الفلسطيني أمام العالم ومؤسساتهـ الحفاظ على هذه الكيانية السياسية يجب أن يكون هدفًا استراتيجيًا، لا سيما في ظل المحاولات المستمرة لتصفيتها وتذويبها."
وختم دياب منشوره بالقول:"من يختزل المقاومة في البندقية فقط، يفوته الكثير من فهم طبيعة هذا الصراع. فحماية الإنسان، وتعزيز صموده، وبناء المؤسسات، والحفاظ على السردية الفلسطينية الجامعة، كلها أشكال من المقاومة، أن تغني لفلسطين مقاومة، وأن تزرع شجرة في قرية 'المغير' مقاومة."
محافظ رام الله: ما يحدث إرهاب دولة منظم ومحاولة لترهيب أبناء شعبنا
وفي تصريحات صحفية من وسط مدينة رام الله والبيرة، حيث كانت تشارك في وقفة سلمية تطالب باسترداد جثامين الشهداء، قالت الدكتورة ليلى غنام إن الاقتحام العنيف الذي نفذته قوات الاحتلال، وما رافقه من اعتداءات على المواطنين والممتلكات، يمثل إرهاب دولة منظم يُمارَس أمام أنظار العالم المتخاذل.
وأكدت ليلى غنام أن الاحتلال يواصل اقتحام المدن والقرى الفلسطينية بحجج واهية، مستخدمًا العنف والاعتداءات في محاولة لترهيب الفلسطينيين وكسر إرادتهم، إلا أن شعبنا "سيبقى راسخًا ومتجذرًا في أرضه رغم تصاعد العدوان".
وأضافت أن قمع الوقفة السلمية التي تطالب بحق إنساني وأخلاقي يكشف الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال، ويبرهن على استمراريته في استهداف كل ما هو فلسطيني.
وشددت غنام على أنه رغم المجازر في غزة، والاقتحامات اليومية في رام الله، والبيرة، وطولكرم، وجنين، وباقي مدن الضفة الغربية، ورغم اعتداءات المستوطنين، فإن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتًا كأشجار الزيتون، لا تهزه آلة القمع ولا سياسات التهجير والقتل.
إصابات في صفوف المواطنين خلال الاقتحام
وقد أسفر الاقتحام عن إصابة ما لا يقل عن 24 مواطنًا، بالرصاص أو بالاختناق جراء قنابل الغاز. ومن بين المصابين، مساعد المحافظ تامر منصور، الذي أصيب في يده وتعرض لخدش في أذنه، إثر قيامه بمحاولة إبعاد قنبلة غاز ألقتها قوات الاحتلال بشكل مباشر نحو مجموعة من النساء، أثناء مشاركتهن في الوقفة السلمية.