عاجل

التلفزيون الإيراني: انتهاء جولة المفاوضات بين طهران والترويكا الأوروبية بجنيف

إيران والترويكا الأوروبية
إيران والترويكا الأوروبية

أعلن التلفزيون الإيراني عن انتهاء جولة المفاوضات بين إيران ودول الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) التي عُقدت في مدينة جنيف، وذلك وسط تصاعد التوترات السياسية والضغوط الغربية بشأن الملف النووي الإيراني.

ونقلت وكالة رويترز عن نائب وزير الخارجية الإيراني قوله إن إيران عقدت اجتماعًا جديدًا مع ممثلي الدول الأوروبية الثلاث، مؤكداً أن طهران لا تزال ملتزمة بالمسار الدبلوماسي باعتباره السبيل الأنسب للتوصل إلى حل يخدم مصالح كافة الأطراف.

ووصل الوفد الإيراني إلى جنيف بقيادة مجيد تخت روانجي في توقيت دقيق، إذ لم يتبقَ سوى أيام معدودة على انتهاء المهلة الأوروبية المتعلقة بإعادة تفعيل العقوبات، ما يُعرف بآلية "سناب باك"، في حال عدم تحقيق تقدم ملموس. في هذا الإطار، أعادت طهران التأكيد على تمسكها بـ"الحقوق النووية"، بالتزامن مع خطوات داخلية لإعادة ترتيب أوراقها السياسية والأمنية.

البرلمان الإيراني: تفعيل آلية "سناب باك" سيقود إلى خيارات أكثر تصعيدًا

وفي الداخل الإيراني، تصاعدت حدة التصريحات السياسية، فقد حذر إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، من أن تفعيل آلية "سناب باك" سيقود إلى خيارات أكثر تصعيدًا، من بينها احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي. 

وأكد علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، أن إيران لن ترضخ للضغوط، مشيرًا إلى أن "المفاوضات المجدية لا تُثمر إلا عندما يُدرك الغرب أن لا جدوى من الحرب".

من جانبهم، يرى الأوروبيون أن الأزمة تجاوزت الملف النووي إلى قضايا إقليمية وجيوسياسية أوسع، لا سيما مع اتهام إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة وصواريخ متطورة تُستخدم في الحرب الأوكرانية، الأمر الذي تعتبره أوروبا تهديدًا مباشرًا لأمنها.

وأشارت صحيفة أمريكية أشارت إلى أن إعادة هيكلة مؤسسات الأمن القومي الإيرانية، من خلال إنشاء "مجلس الدفاع" وإعادة تعيين علي لاريجاني في موقع محوري، يهدف إلى تعزيز الردع ومنع تسرب المعلومات، وإظهار تماسك سياسي وأمني في مواجهة الضغوط.

إقليمياً، تعزز الموقف الإيراني بدعم روسي واضح، حيث أجرى الرئيس الإيراني اتصالاً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلاله تطورات الملف النووي، وتم الاتفاق على لقاء ثنائي على هامش قمة منظمة شنجهاي في الصين. 

واعتبرت موسكو أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم هو "حق أساسي لا يمكن التنازل عنه"، في موقف يصعّد من المواجهة مع المواقف الأوروبية.

وفي تحليل سياسي، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف، حسني عبيدي، أن إيران لا تزال متمسكة بالخيار الدبلوماسي رغم لهجة التصعيد. وأشار إلى أن إرسال وفد دبلوماسي إلى فيينا، ولقاء مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم المشاركة في مفاوضات جنيف، كلها مؤشرات على رغبة طهران في كسب الوقت والحفاظ على مكاسبها النووية دون تقديم تنازلات جوهرية.

تم نسخ الرابط