«ميرغني»: السيطرة على الخرطوم عامل حاسم في معركة السودان (فيديو)

اعتبر عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة "التيار" السودانية، أن الأحداث الراهنة في السودان تأتي امتدادًا لحرب مستعرة منذ عامين، والتي لم تقتصر على الجوانب العسكرية فقط، بل تداخلت معها أبعاد سياسية داخلية وضغوط دولية، خاصة من الجانب الأمريكي الذي يراقب التطورات عن كثب في ظل التقدم اللافت الذي أحرزه الجيش السوداني مؤخرًا.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، قال ميرغني:"إن المرحلة الحالية تمثل نقطة فارقة في الصراع الدائر على السلطة، مع التركيز على الخرطوم التي باتت تمثل المحور الرئيس للصراع في السودان، موضحًا أن السيطرة على العاصمة تقترب من أن تصبح العامل الحاسم في إنهاء الحرب".
السيطرة عبر خيانة
وأشار إلى أن تطورات المعارك الأخيرة أدت إلى تغير جذري في ميزان القوى، حيث لم يعد بإمكان أي طرف الادعاء بوجود حكومة موازية، بعد إحكام الجيش السوداني قبضته على القصر الجمهوري، الذي يُعد مركز السيادة والسلطة في البلاد.
وأكد أن سيطرة الجيش على القصر تعني بشكل عملي انتهاء أي مظاهر للمنافسة السياسية أو العسكرية داخل الخرطوم، التي شهدت تصاعدًا مستمرًا في حدة الاشتباكات منذ بداية الأزمة.
القصر الجمهوري
ولم تكن سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري – وفقًا لميرغني – نتاجًا لمعركة عسكرية مباشرة بالمعنى التقليدي، بل جاءت نتيجة ما وصفه بأنه "معركة أشبه بالخيانة"، إذ قامت القوات المكلفة بحماية القصر بتسليمه، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان وتداخل المصالح والنفوذ داخل مؤسسات الدولة نفسها.
وأوضح ميرغني أن هذا التطور يسلط الضوء على مدى عمق الانقسامات في المشهد السوداني، حيث تتشابك الاعتبارات السياسية والمصالح المتداخلة مع سير العمليات العسكرية، مما يؤدي إلى مشهد متقلب يصعب التنبؤ بمساره النهائي.
الخرطوم مفتاح الحسم
أضاف ميرغني أن الخرطوم لم تكن مجرد ساحة للمعارك العسكرية، بل تحولت إلى مركز استراتيجي للصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
فالعاصمة السودانية، التي كانت تاريخيًا القلب السياسي والاقتصادي للبلاد، أصبحت الآن عقدة الصراع بين الطرفين، مع محاولات كل طرف لفرض سيطرته على المؤسسات السيادية والبنية التحتية الحيوية.
وأشار إلى أن الجيش السوداني اعتمد في المرحلة الأخيرة على استراتيجية مختلفة لتعزيز تقدمه، مستفيدًا من دعم سياسي داخلي ومن تحركات دبلوماسية على الساحة الدولية، التي تضغط بدورها للوصول إلى حل للأزمة المتفاقمة.
دور الولايات المتحدة
تطرّق ميرغني أيضًا إلى الدور المتنامي للمجتمع الدولي في الأزمة السودانية، لا سيما الولايات المتحدة، التي تتابع بقلق الأوضاع المتدهورة وتسعى لإحداث اختراق دبلوماسي يمكن أن يخفف من وطأة النزاع المستمر.
وأكد أن واشنطن تركز بشكل خاص على التطورات الأخيرة التي أظهرت تقدمًا ملموسًا للجيش السوداني، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التوازنات السياسية في البلاد.

صراع ممتد ومشهد غامض
وأكد عثمان ميرغني أن السودان يعيش لحظة فارقة قد تؤدي إما إلى تصعيد إضافي أو إلى بداية تحولات سياسية قد تمهد لمرحلة جديدة.
وشدد على أن أي حل للأزمة لن يكون ممكنًا من دون معالجة الجذور العميقة للصراع، والتي ترتبط بمسائل السلطة، والنفوذ، والانقسامات الداخلية التي تلقي بظلالها على كل مؤسسات الدولة السودانية.