عاجل

تصريحات إسرائيل بشأن الانسحاب من لبنان.. مناورة سياسية أم رضوخ لضغوط واشنطن؟

لبنان
لبنان

كشف صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة اللواء، المستور حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان مقابل نزع سلاح حزب الله.

تصريحات نتنياهو الأخيرة تمثل محاولة مراوغة جديدة

وأوضح سلام في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تمثل محاولة مراوغة جديدة، مشيراً إلى أن التجربة اللبنانية والعربية مع العدو الإسرائيلي لا تشجع على الاعتماد على هذه التصريحات أو تنفيذ القرارات الدولية، مشيرا إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تنفذ قرارات الأمم المتحدة، بل على العكس، واصلت خطط التوسع والعدوان، خاصة على الجبهة اللبنانية.

وأكد سلام أن هذه التصريحات لا تطمئن اللبنانيين، ولا وجود لأي ضمانات أمريكية حتى الآن لتنفيذ ما قاله نتنياهو، ونوه بأن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في جنوب لبنان رغم اتفاق وقف العمليات العسكرية منذ نوفمبر 2024، مع استمرار الاعتداءات اليومية وعدم احترام القرار 1701.

دياب: ما يتحدث به نتنياهو لا يجب أخذه على محمل الجد

من جانبه، أكد الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، أن ما يتحدث به نتنياهو لا يجب أخذه على محمل الجد، مشيراً إلى أن المراقبين يرون أن هذا التغيير في الموقف هو مناورة سياسية بعد ضغوط من واشنطن، موضحا أن التغيرات الأخيرة على الساحة الإسرائيلية، وزيارة المبعوث الأمريكي توم براك إلى لبنان، دفعت  إسرائيل وإدارة ترامب إلى إدراك استحالة إشعال صراع لبناني داخلي، ما دفع الطرفين إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقيات المتفق عليها في نوفمبر 2024.

وأشار دياب إلى أن هناك ثلاث نقاط واضحة في الداخل اللبناني: أولاً، عدم إمكانية اندلاع حرب بين الجيش اللبناني والمقاومة، ثانياً، استحالة اندلاع حرب أهلية، وثالثاً، سقوط التهديدات الخارجية بالتدخل في حال عدم التعامل مع موضوع سلاح حزب الله، وهو ما يظهر تغيراً ملموساً في المشهد الإقليمي.

تصريحات براك الأخيرة

ونوه بأن تصريحات براك الأخيرة تعكس تهديدات مباشرة لم يسبق لها مثيل، مؤكداً أن هذه التطورات تُفسر جزءاً من التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، ويجب أن تُفهم في سياق التغيرات السياسية الحالية، مع ضرورة أخذ إسرائيل هذه المتغيرات بعين الاعتبار.

وعاد الحوار إلى صلاح سلام، الذي أكد أن حزب الله يرفض تسليم سلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، موضحا أن مطالبة حزب الله بالانسحاب أولاً ثم الحديث عن السلاح هو جدل معقد لا يمكن التوصل منه إلى نتيجة حاسمة.

وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية، وبشكل خاص الرئيس نواف سلام، اقترحوا مبدأ الخطوات المتزامنة بين الطرفين، بحيث يبدأ حزب الله بتسليم جزء من سلاحه، بينما تبدأ إسرائيل بالانسحاب في الوقت نفسه، تحت إشراف دولي، لا سيما القوات الدولية العاملة في لبنان والقوات الفرنسية، مع ضمانات أمريكية وأوروبية.

ونوه أن الخوف الأكبر في لبنان هو أن يبادر حزب الله بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات اليومية، وهو ما يدفع إلى اعتماد هذا الحل التدريجي المتزامن لضمان التنفيذ الفعلي. 

تم نسخ الرابط