عاجل

خوارق العادات والإعانة الربانية.. الداعية عمرو خالد يكشف سر التوازن في الحياة

عمرو خالد
عمرو خالد

أكد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، أن هناك مسارين متلازمين يجب على الإنسان أن يضعهما نصب عينيه لتحقيق التوازن في حياته، وهما "حركة الحياة"، التي ترتبط بالجهد والعمل والإحسان، و"خوارق العادات"، التي تشمل ما يفوق قدرات البشر وتدخل في نطاق الإعانة الإلهية.

وفي الحلقة الـ22 من برنامجه الرمضاني "نبي الإحسان"، أوضح خالد أن ملف "خوارق العادات" يتألف من ثلاثة عناصر رئيسة: المعجزات، الإلهام، والمعونة الربانية. وهذه كلها تدخل ضمن قدرة الله المطلقة وتحدث بترتيب إلهي يعلو على الحسابات البشرية.

تدخل رباني يفوق البشر

عرّف خالد المعجزات بأنها أحداث تقع بطريقة لا يمكن للبشر تفسيرها إلا بأنها من فعل الله وحده، وسُميت بالمعجزات لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها. 

واستشهد بعدة أمثلة قرآنية، منها تصدي الله لمحاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة، حين أرسل طيرًا أبابيل تحمل حجارة من سجيل، يقول الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ..."، فكانت تلك الحجارة سببًا في هلاكهم.

كما أشار إلى معجزة شق البحر لنبي الله موسى عليه السلام، عندما أمره الله بضرب البحر بعصاه، فانفلق ليصبح كجبلين من الماء، مما مكّن موسى ومن معه من العبور بأمان، ثم عاد البحر إلى حالته الطبيعية ليغرق فرعون وجنوده.

المعونة الربانية

أكد الدكتور عمرو خالد أن المعونة الربانية هي نوع من الدعم الإلهي الذي يُمنح للمؤمنين، ويتجلى عندما تتجاوز النتائج توقعات الجهد البشري وحده. 

وضرب مثالًا بفتوحات عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي قاد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا صغيرًا لا يتجاوز 18 ألف مقاتل، واستطاع في غضون 10 سنوات فتح الشام والعراق وفلسطين ومصر والقضاء على الإمبراطورية الفارسية وطرد الرومان من المنطق

وأوضح الداعية الإسلامي، أن هذا النجاح المذهل لم يكن مجرد نتيجة للحسابات المادية، بل هو ثمرة المزج بين حركة الحياة (الجهد البشري) والإعانة الربانية، مشيرًا إلى أن المعادلة الناجحة هي: 1 + 1 + 1 + معونة ربانية = مليون.

طلب المعونة الربانية 

و لفت الدكتور عمرو خالد، إلى أن تكرار قراءة سورة الفاتحة يوميًا (17 مرة في الصلوات المفروضة) هو وسيلة لطلب المعونة الإلهية. فالمعنى العميق للآية "إياك نستعين" يتمحور حول طلب المدد من الله في كل جوانب الحياة: لنحمده، ونتقرب إليه بأسمائه الحسنى، ونعبده بصدق، ونهتدي إلى الصراط المستقيم، ونطلب الصحبة الصالحة، ونتجنب طريق الضالين والمغضوب عليهم.

و بيّن الداعية الإسلامي ثلاث وسائل رئيسة للحصول على المعونة الربانية: الذكر؛ استنادًا إلى قول الله تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"، الدعاء والتضرع: أوضح أن الدعاء الصادق المصحوب بالتذلل والخشوع لله، الإحسان في العمل: أكد أن الإحسان هو إخراج أفضل ما لدى الإنسان في ثلاثة اتجاهات: (مع الله عبادة)، (مع الناس أخلاقًا)، و(مع الحياة إتقانًا وإبداعًا).

نموذج للإعانة الربانية

استشهد خالد بغزوة مؤتة، التي مثّلت أحد أبرز أمثلة التفوق الناتج عن الإحسان والمعونة الربانية. فعلى الرغم من التفوق العددي الكبير للروم، كان النصر من نصيب المسلمين، الذين استشهد منهم 12 فقط مقابل 96 قتيلًا من الرومان والغساسنة.

كما أوضح الدكتور عمرو خالد خالد أن المعجزات قاسم مشترك بين الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية، والمسيحية، والإسلام. ففي المسيحية، تحدث القرآن عن معجزات السيدة مريم، ومنها رزقها بالطعام من السماء دون تدخل بشري: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا"، وكذلك معجزة ولادة عيسى عليه السلام من دون أب.

المعجزات في الديانات 

أما في اليهودية، فقد شهد بنو إسرائيل العديد من المعجزات، مثل نزول "المن والسلوى" من السماء، الذي لم يرضِهم رغم كونه طعامًا ربانيًا، فطلبوا طعامًا آخر، كما ورد في قوله تعالى: "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ...".

وصف خالد أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأنها "أمة الإحسان"، التي تجمع بين أسباب الدنيا وطلب المعونة الإلهية، مما يؤدي إلى الراحة النفسية والنجاح في الحياة. وختم بالتأكيد على أن الإحسان والعمل الجاد، إذا اقترنا بالذكر والدعاء، يجعلان المسلم قادرًا على تجاوز الصعاب والوصول إلى أفضل النتائج بفضل المعونة الربانية.

تم نسخ الرابط