عمرو خالد يستعرض «نداءات القيامة» وشفاعة النبي الكريم (فيديو)

يوم القيامة، اليوم الذي تتجلى فيه الحقيقة المطلقة، ويحمل أسماءً عديدة منها يوم العرض، يوم الحاقة، يوم الزلزلة، لكن هناك اسمًا غير شائع يميزه وهو "يوم التناد"، الذي ورد ذكره في قوله تعالى: "وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ" (غافر: 32). إنه اليوم الذي تنادي فيه البشرية جمعاء، كل ينادي الآخر في موقف مهيب يعكس عظمة المشهد.
في الحلقة العشرين من برنامجه الرمضاني "نبي الإحسان"، تحدث الدكتور عمرو خالد، عن هذا اليوم، موضحًا أن هناك خمس نداءات عظيمة تتجلى فيه، وكل نداء يرتبط بشفاعة من شفاعات النبي محمد ﷺ، الذي قال: "لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".
نفخة في الصور
يبدأ يوم القيامة بنفخة الصور، حيث ينفخ الملك الموكل بذلك، كما جاء في قوله تعالى: "وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ ٱللَّهُ" (الزمر: 68). عندها، يبدأ الحساب، وهنا يشفع النبي محمد ﷺ شفاعةً عامة للبشرية وأخرى خاصة للمسلمين، حيث يكون في انتظار أمته عند الصراط، يدعو لهم قائلًا: "يا رب سلّم، يا رب سلّم".
أصحاب الأعمال
في هذا اليوم، يُنادى على الناس بأسماء أعمالهم، فهناك من ينادى عليه بصفاته السيئة، كالكذابين والخائنين والمتكبرين، الذين يصغرون يومها حتى يكونوا في حجم النمل. وفي المقابل، يُنادى على أصحاب الأعمال الصالحة:"أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"."ليقم المتصدقون، ليقم الصائمون، ليقم البارون بآبائهم وأمهاتهم"."أين أهل الفضل؟" وهم الذين كانوا إذا أسيء إليهم لم يسيئوا، وإذا جُهل عليهم تحملوا، فيؤمر بهم إلى الجنة بغير حساب.
العرض على الله
هنا يأتي النداء الفردي: "فلان بن فلان، هلمّ للعرض على الرحمن". ويقف كل إنسان بين يدي الله، يُقرأ كتابه، وتُعرض أعماله، حتى إذا ستر الله ذنوبه في الدنيا، يبشره فيقول له: "اذهب فادخل جنتي".
حوار أهل الجنة والنار
يصف القرآن هذا المشهد بقوله تعالى: "وَنَادَىٰ أَصْحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ أَن قَدۡ وَجَدۡنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّٗا" (الأعراف: 44). هنا، يتحقق وعد الله، ويظهر الفارق بين من أطاعه ومن عصاه.
وفي هذا المقام، تتجلى شفاعة النبي لمن دخلوا النار، حيث يشفع لهم حتى يخرجوا منها، كما ورد في قوله ﷺ: "أشفع لأمتي حتى يقول الله: يا محمد، أخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان".
نداء الله لأهل الجنة
بعد دخول أهل الجنة الجنة، ينادي الله عليهم قائلًا: "يا أهل الجنة، هل رضيتم؟"، فيجيبون: "وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك؟"، فيرد عليهم: "ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا". وهنا، يُكشف الحجاب، ويرى المؤمنون وجه الله الكريم، وهو أعظم نعيم يمكن أن يُمنح لهم.
شفاعة النبي
تتجلى شفاعات النبي ﷺ في هذه النداءات، ومنها: الشفاعة الكبرى في بدء الحساب: حيث يسجد النبي تحت العرش، فيأذن الله ببدء الحساب. شفاعة دخول الجنة بغير حساب: حيث يدخل سبعون ألفًا بلا حساب، ومع كل ألف خمسون ألفًا آخرون. شفاعة الصراط: حيث يقف النبي ﷺ عند باب الجنة يدعو لكل عابر للصراط. الشفاعة لأهل الكبائر: حيث تُخرج شفاعته بعض أصحاب المعاصي من النار.شفاعة مرافقة النبي في الجنة: والتي تُمنح لأصحاب حسن الخلق، كما قال ﷺ: "أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا".
النجاة في الإحسان
يتكرر في سورة الصافات قوله تعالى: "إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ" خمس مرات، وكأنها دعوة لأن نكون من أهل الإحسان، فمن أحسن مع الله ومع الناس ومع نفسه، نال الرحمة والشفاعة.
في ذلك اليوم العظيم، حيث تتعالى النداءات، تتجلى رحمة الله وشفاعة نبيه، فهنيئًا لمن كان اسمه منادَى بين أهل الفضل، وسعى في دنياه ليكون من أهل الإحسان، عسى أن يكون ممن يسمع نداء: "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون".