تحسين الأسطل يحمل «رويترز» مسؤولية استشهاد الصحفي حسام المصري في غزة |فيديو

أثار مقتل المصور الفلسطيني حسام المصري، العامل لدى وكالة «رويترز»، جدلاً واسعًا حول موقف المؤسسات الإعلامية الدولية وصمتها تجاه استهداف مراسليها وزملائها في الميدان، وهو ما وصفه الدكتور تحسين الأسطل، منسق تحالف الاتحادات والنقابات الفلسطينية، بأنه "تنكر واضح لحقوق الصحفيين في ساحات الصراع".
رسالة مؤلمة للصحفيين
وأوضح تحسين الأسطل، في مداخلة عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن استشهاد المصري لم يكن مجرد حادث فردي، بل رسالة صادمة موجهة إلى كل الصحفيين الذين يواصلون عملهم في ظروف غاية في الخطورة، مضيفًا أن هذه الحادثة تكشف عن شعور عميق بالمسؤولية والخذلان في الوقت ذاته، حيث يُقتل الصحفيون على الهواء مباشرة وسط صمت المؤسسات الدولية التي يفترض أن تدافع عنهم وتضمن حقوقهم.
وأشار إلى أن حسام المصري كان مكلفًا بمهام واضحة ومعلومة لصالح وكالة «رويترز»، حيث كان الجميع من زملائه في الميدان ونقابة الصحفيين على علم بأنه يعمل ضمن تغطية رسمية بتكليف مباشر من الوكالة، فضًلا عن أنه تلقى تدريبات مهنية من «رويترز»، إضافة إلى ضمانات رسمية بشأن التنسيق مع جيش الاحتلال أثناء التغطيات، وهو ما يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الوكالة.
استهداف داخل المستشفى
وأوضح "الأسطل" أن الشهيد كان متواجدًا داخل المستشفى في إطار مهمة صحفية واضحة حين تعرض للقصف الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاده، وهو ما يبرهن على أن الصحفيين في غزة لم يعودوا في مأمن حتى في الأماكن الإنسانية المحمية دوليًا، مضيفًا أن هذه الحادثة تعكس بجلاء خطورة الواقع الذي يعيشه الإعلاميون، حيث يُستهدفون بشكل مباشر رغم وضوح هوياتهم الصحفية.
وحمل تحسين الأسطل وكالة «رويترز» كامل المسؤولية عن محاولة التهرب من واجباتها، مشددًا على أن تجاهل المؤسسات الإعلامية الكبرى لمقتل موظفيها في غزة يمثل تهربًا من المسؤولية القانونية والأخلاقية المترتبة على عملها، مشيرًا إلى أن استمرار هذا النهج يعكس ازدواجية في المعايير الدولية، ويطرح تساؤلات خطيرة حول جدية التزامات هذه المؤسسات تجاه حماية الصحفيين.
صمت المؤسسات الدولية
مضيفا أن صمت المؤسسات الدولية تجاه هذه الانتهاكات يمثل تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال، ويمنح غطاءً لاستمرار استهداف الإعلاميين، مبينًا أن ما يحدث في غزة من قتل للصحفيين يفضح عجز المنظومة الدولية عن فرض قواعد القانون الدولي الإنساني، ما يجعل الصحفيين في مرمى النيران بلا حماية حقيقية.
وطالب "الأسطل" بضرورة تحرك النقابات الصحفية والهيئات الحقوقية على المستويين الإقليمي والدولي لإدانة ما تعرض له المصور حسام المصري، والعمل على ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين أمام المحاكم الدولية، داعيًا إلى إلزام المؤسسات الإعلامية الكبرى بتحمل مسؤولياتها تجاه موظفيها، وعدم التنصل من واجباتها تحت ذرائع سياسية أو أمنية.

الصحافة في مرمى الخطر
وأكد تحسين الأسطل أن مقتل المصري ليس الحادثة الأولى ولن يكون الأخيرة إذا استمر هذا الصمت، مشيرًا إلى أن العشرات من الصحفيين الفلسطينيين فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، موضحًا أن استهداف الإعلاميين يأتي في إطار سياسة ممنهجة لإخفاء الحقيقة ومنع نقل صورة الواقع المأساوي الذي يعيشه المدنيون تحت القصف والحصار.
واختتم تحسين الأسطل تصريحاته بالتأكيد على أن حماية الصحفيين في مناطق النزاع يجب أن تكون أولوية قصوى لدى المؤسسات الدولية والإعلامية على حد سواء، مشيرًا إلى أن استشهاد حسام المصري يمثل جرس إنذار للعالم بأسره حول حجم المخاطر التي يواجهها الإعلاميون.