عاجل

المولد النبوي 2025.. ماذا كان يفعل النبي في يوم ميلاده؟

المولد النبوي
المولد النبوي

مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف، تكثر التساؤلات بين المسلمين حول مدى مشروعية الاحتفال بهذه الذكرى العطرة، وما إذا كان هناك حديث صحيح عن مولد النبي صلى الله عليه وسلم يدعم هذا الاحتفال. وفي هذا السياق، أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال شائع: "هل يوجد حديث صحيح عن المولد النبوي؟"، مؤكدة أن الاحتفال بهذه المناسبة مشروع شرعًا وله أصل في السنة النبوية والسيرة المطهرة.

ما هي الطريقة الصحيحة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

استشهدت دار الإفتاء بعدة أحاديث نبوية صحيحة تدل على فضل يوم المولد النبوي، منها ما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين، فقال:

"ذلك يوم ولدت فيه، ويوم أنزل علي فيه".

وهو حديث صريح يدل على أن مولد النبي كان يوم الاثنين، وأنه اعتبره يومًا مباركًا يستحق الشكر لله، وكان يصومه تعظيمًا لهذه النعمة.

كما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن نفسه:

"أنا سيد ولد آدم، ولا فخر"

وفي أحاديث أخرى أشار إلى اصطفائه من بين الخلق، ومنها:

"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".

رواه مسلم.

المولد النبوي
المولد النبوي

لماذا نحتفل بذكرى المولد النبوي؟

وفي حديث آخر رواه الطبراني، جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على جماعة من الصحابة فقال:

"ما أجلسكم؟"، قالوا: "جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا بك".

فقال صلى الله عليه وسلم:

"أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكن أخبرني جبريل أن الله يباهي بكم الملائكة".

وهذا الحديث يدل على أن الفرح بالنبي وذكر نعمة مولده من الأعمال التي يُباهي الله بها ملائكته، مما يُعطي مشروعية واضحة للاحتفال بالمولد النبوي كونه تذكيرًا بهذه النعمة.

الاختلاف في طريقة الاحتفال لا في أصل المشروعية

من جانبه، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر مشروع باتفاق جمهور العلماء، وأن الاختلاف –إن وُجد– لا يكون في أصل الاحتفال، بل في كيفية التعبير عنه، وهو اختلاف لا يُنكر فيه بعضنا على بعض، ما دامت الطرق خالية من المحظورات الشرعية.

تؤكد دار الإفتاء المصرية أن المولد النبوي الشريف مناسبة شرعية تستحق التذكير والاحتفال، لما فيها من تعظيم لرسول الله ﷺ وشكر لله على نعمة بعثته. وقد وردت أحاديث صحيحة تثبت مكانة هذا اليوم، مما يجعل الاحتفال به داخلًا في باب السنن الحسنة.

تعرف على موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 – جريدة الاستثمار العربى
المولد النبوي

كيف نطيع الرسول في ذكرى مولده؟

تقول دار الإفتاء إن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واجبة وهي من طاعة الله سبحانه وتعالى؛ ولذا قرن ربنا عز وجل طاعة رسوله بطاعته، وجعل سبحانه أن من يُطِعِ الرسول فقد أطاع الله؛ فقال سبحانه: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء: 80]، ونحن مطالبون بأن نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وطريقة طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذكرى مولده تكون بتنفيذ ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والبعد عما نهى عنه الله ورسوله.

وتابعت: لذلك فإن القرآن الكريم قد رسم لنا الطريقة المثلى في قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]، وعلينا أن نقف عند الحدود التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله افعل ولا تفعل، ونتبع منهج حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسير على هديه اقتداءً به لنرضي رسول الله في قبره، فنلتزم بالآداب والمبادئ الإسلامية التي جاءنا بها من عند ربه في احتفالنا، ونبتعد عن الفتن وإثارة الشهوات والاختلاط المشين بين الرجال والنساء، وننشر مبادئ الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة بين أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، فإن فعلنا ذلك نكن قد أطعنا الله ورسوله وسعدنا في حياتنا الدنيا وفي آخرتنا إن شاء الله لنفوز برضوان الله، وما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

بحسب فتوى دار الإفتاء فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.

وأوضحت الفتوى أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي يُقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.

واستدلت الفتوى على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم. وقوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمةُ العظمى إلى الخلق كلهم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم".

كما استدلت بالحديث الشريف على مشروعية الاحتفال، بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: "ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه"، وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.

تم نسخ الرابط