حزب الله يرجئ تظاهرات الأربعاء ضد نزع السلاح ويكتفي بالتصعيد الإعلامي

أعلن كل من حزب الله وحركة أمل، الشريكين في "الثنائي الشيعي"، تأجيل المظاهرات التي كان من المفترض أن تنطلق غدًا الأربعاء، وفق ما كشفته قناة "الجديد" اللبنانية

وأوضحا في بيان مشترك، نقلاً عن الوكالة الوطنية للإعلام، أن تأجيل التحركات يأتي "لتحصين الموقف الرسمي، وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي".

ورغم إلغاء التحرك الشعبي، وجّه نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، رسالة شديدة اللهجة للحكومة، قائلاً في خطاب ألقاه أمس الاثنين:"فليكن معلوماً لديكم، السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه، والسلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه".

خطة الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله

وكانت الحكومة اللبنانية قد كلّفت الجيش بتاريخ 5 أغسطس بوضع خطة عملية لتفكيك ترسانة حزب الله، في إطار مسعى دولي لحصر القرار العسكري بيد الدولة، وتطبيق الخطة قبل نهاية العام الجاري، وهو ما قوبل برفض شديد من الحزب، واعتبره قاسم "خطيئة ارتُكبت تحت الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية".

وتزامن هذا التصعيد مع زيارة الموفدة الأمريكية مورجان أورتاجوس إلى بيروت، أمس الاثنين، على أن يلحقها المبعوث الأمريكي توم براك اليوم الثلاثاء، بعد أن أنهى زيارة إلى إسرائيل.

ومن المنتظر أن يجري الوفدان لقاءات مع مسؤولين لبنانيين بشأن ورقة عمل أمريكية تقترح آلية لنزع سلاح حزب الله، وتتضمن أيضًا ترتيبات أمنية على الحدود الجنوبية، وانسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من نقاط تتواجد فيها في جنوب لبنان.

نتنياهو: قرار حصرية السلاح خطوة بالغة الأهمية

من جهته، وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله بأنه "خطوة بالغة الأهمية"، مشيرًا إلى أنه إذا بادر الجيش اللبناني بتطبيق القرار فعليًا، فإن إسرائيل سترد بإجراءات موازية، من بينها خفض تدريجي لوجودها العسكري جنوب لبنان، بالتنسيق مع الآلية الأمريكية المقترحة.

رفض حزب الله وتحذير من "فتنة أمريكية"

في كلمته، أكد نعيم قاسم أن أي استمرار من الحكومة اللبنانية في هذا النهج يجعلها "غير أمينة على سيادة البلاد"، مطالبًا إياها بالتراجع عن قرارها، ومشيرًا إلى أن محاولات نزع سلاح الحزب تعني "نزع الروح من المقاومة"، ملوّحًا بـ"رد فعل يُظهر بأس المقاومة للعالم".

واتهم قاسم الولايات المتحدة بمحاولة "تفجير لبنان من الداخل"، معتبرًا أن التحركات الأمريكية هدفها "صنع الفتنة وتخريب الساحة اللبنانية".