من الطوفان إلى الهدنة.. ماذا حدث منذ 7 أكتوبر في قطاع غزة؟

مع صبيحة يوم السابع من أكتوبر 2023 كان العالم على موعد حدث تاريخي سيغير شكل الشرق الأوسط وقطاع غزة إلى الأبد، بإعلان كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس بداية طوفان الأقصى، باقتحامهم الجدار الأمني الفاصل الذي أقامته دولة الاحتلال الإسرائيل على طول حدود قطاع غزة، وهو ما أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر مئات آخرين من قبل الفصائل الفلسطينية.
إلا أن أحدًا من سكان غزة لم يكن يترقب الرد العسكري المدمر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، وهو ردٌ دوت أصدائه خارج قطاع غزة سياسيًا وعسكريًا، لكن الأزمة أن أصدائه داخل الاقطاع كانت انسانية أكثر منها عسكرية سياسية.
في السطور التالية نستعرض أبرز المحطات في الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة بدايةً من طوفان الأقصى وصولا إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه أمس الأربعاء، مرورًا بسلسلة من الخسائر البشرية الكارثية في القطاع المنكوب.
طوفان الأقصى من غزة إلى إسرائيل
البداية كانت بشن حركة حماس عملية طوفان الأقصى على المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة بهدف أسر عدد من الجنود الإسرائيليين وتوجيه ضربات للنقاط العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب إطلاق كتائب القسام لمئات الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، وهو الهجوم الأكبر ضد إسرائيل منذ عقود، حيث أسفر عن مئات القتلى بالإضافة إلى إصابة الآلاف.
في المقابل، ردّت إسرائيل على هذا الهجوم بشن هجوم جوي غاشم على غزة، استهدفت كافة العقارات والمناطق السكنية بزعم أنها تمثل البنية التحتية لحماس، بما في ذلك المخازن العسكرية، منشآت الصواريخ، ومراكز القيادة، حيث ارتفعت حصيلة القتلى في غزة بشكل سريع، وبدأت تظهر تبعات كارثية على مستوى البنية التحتية للقطاع، الذي يعاني بالفعل من ضغوط اقتصادية وإنسانية كبيرة.
الانتهاكات الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا
سرعان ما تصاعدت الأزمة الإنسانية في غزة جراء استمرار القصف الإسرائيلي الغاشم على القطاع، حيث أسفر القصف عن تدمير أكثر من نصف مستشفيات القطاع، وتوقف الخدمات الصحية في الكثير منها ومع استمرار الهجمات الإسرائيلية، بدأت المرافق الحيوية في غزة بالتدمير، بما في ذلك محطات الكهرباء والماء، مما ضاعف معاناة السكان المدنيين.
ودأبت الأمم المتحدة ممثلة في منظماتها المختلفة التحذير من تفاقم الوضع الإنساني، وطالبت بإجراء ممرات إنسانية لتقديم المساعدات للمناطق المتضررة، في الوقت نفسه، دعت العديد من الدول إلى وقف الأعمال العدائية، وسط تزايد المطالب بضرورة التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع الذي دمر البنية التحتية للقطاع.
هدنة سريعة وعودة للقتال
وبعد أسابيع من العنف، نجحت جهود الوساطة المصرية القطرية في التوصل إلى اتفاق هدنة 25 أكتوبر 2023، تضمن الاتفاق وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام، مع السماح بتقديم مساعدات إنسانية إلى غزة عبر المعابر الحدودية.
ومع استمرار تلك المفاوضات، في بداية نوفمبر 2023، تم الاتفاق على هدنة أخرى كانت أوسع نطاقًا، تشمل تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وتخفيف الحصار على غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معابر إضافية، وكانت هذه الهدنة بمثابة انفراجة مرحلية للأزمة، إلا أن الهدنة سرعان ما انهارت، وعادت عمليات القصف مجددًا، وهو ما تسبب في ازمة انسانية أكثر ضراوة، أودت بحياة أكثر من 46 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 150 ألف فلسطيني آخر داخل القطاع المنكوب، أي ما يقارب 10% من سكان القطاع مابين شهيد وجريح بأيدي إسرائيل.
وخلال الساعات الماضية، عادت الوساطة المصرية مجددًا رفقة الوساطة القطرية والأمريكية إلى الواجهة مجددًا بنجاحهم في التوصل غلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرة والمحتجزين بين الطرفين في اتفاق يتكون من 3 مراحل أملا في التوصل إلى اتفاق نهائي بانتهاء الحرب، ليتنفس سكان القطاع الصعداء ترقبًا لبدء تنفيذ الاتفاق الأحد المقبل.