تكريم الفنانة درة في قمة الإبداع الإعلامي

ضمن فعاليات النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، التي تستضيفها مدينة العلمين الجديدة، انعقدت ندوة فنية وفكرية بعنوان “سينما من فلسطين وعنها”، أدارتها الدكتورة نسرين عبد العزيز، أستاذ الإعلام والدراما، بمشاركة النجمة التونسية درة زروق التي خاضت مؤخرًا تجربة مميزة في مجال الإخراج والإنتاج السينمائي.
محور الندوة: السينما كنافذة على القضية الفلسطينية
ركزت الندوة على الدور الحيوي الذي تلعبه السينما، وخاصة الأفلام الوثائقية، في توثيق وتجسيد معاناة الشعب الفلسطيني ونقلها إلى العالم بصوت إنساني صادق، وتم استعراض عدد من أبرز الأعمال السينمائية الحديثة التي تناولت القضية الفلسطينية من زوايا غير تقليدية، من بينها فيلم “وين صرنا”، الذي شكل علامة فارقة في مسيرة درة الفنية، حيث تولت إنتاجه وإخراجه إلى جانب ظهورها كممثلة.
فيلم “وين صرنا”: الحكاية والرسالة
يُقدم الفيلم تجربة إنسانية مؤثرة، إذ يروي قصة سيدة فلسطينية نزحت إلى مصر بعد سنوات من المعاناة داخل الأراضي المحتلة. ومن خلال شهادتها، يكشف الفيلم حجم الألم الذي تعانيه النساء الفلسطينيات اللواتي فقدن الوطن والذكريات والأحلام. ويعكس العمل جانبًا إنسانيًا عميقًا يسلط الضوء على معاناة آلاف الأسر الفلسطينية، بعيدًا عن الطرح السياسي المباشر.
درة زروق: من التمثيل إلى الإخراج والإنتاج
خلال الندوة، تحدثت درة بإسهاب عن تجربتها مع الفيلم، موضحة مجموعة من المحاور الأساسية، أبرزها:
• أسباب اتجاهها للإخراج والإنتاج: حيث رأت أن الفنان الحقيقي لا يقتصر دوره على التمثيل فقط، بل يتسع ليصبح صانعًا للرسائل المؤثرة من خلال أدوات أخرى.
• دوافع إنتاج “وين صرنا”: إذ أكدت أن العمل جاء بدافع شخصي عميق وإيمانها القوي بأن للفن دورًا في كشف الحقيقة ودعم القضايا الإنسانية.
• رسالتها تجاه فلسطين: شددت درة على أن القضية الفلسطينية تمثل قضية وجود وهوية، وأن الفن يمكن أن يكون جسرًا للتعاطف والوعي العالمي.
• التحديات أثناء الإنتاج: استعرضت النجمة الصعوبات التي واجهتها سواء من الناحية الإنتاجية أو الفنية، بالإضافة إلى الجهد الكبير الذي تطلبه نقل القصة بصدق وشفافية دون مبالغة أو تزييف.
حضور جماهيري وتفاعل لافت
الفيلم لم يقتصر تأثيره على النخب الثقافية، بل نجح في استقطاب جمهور واسع من مختلف الأعمار والفئات، وهو ما يُعد إنجازًا لافتًا نظرًا لطبيعة الأفلام الوثائقية التي غالبًا ما تجذب شريحة محدودة. وقد شارك “وين صرنا” في عدد من المهرجانات السينمائية داخل مصر وخارجها، محققًا نسب مشاهدة مرتفعة وردود فعل نقدية إيجابية.
حوار مفتوح مع الجمهور وتكريم خاص
شهدت الندوة تفاعلاً ثريًا مع الحضور، حيث طرح الجمهور أسئلة مباشرة على درة حول مستقبلها السينمائي، وكان أبرزها السؤال: “ماذا بعد وين صرنا؟”، في إشارة إلى انتظار أعمال جديدة تحمل نفس الروح الإنسانية العميقة.
واختُتمت الفعالية بتكريم خاص للفنانة درة من قبل إدارة قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، تقديرًا لدورها في دعم القضايا العربية عبر الفن.



