هل يجوز التأمين عند سماع آية الرحمة في الصلاة؟.. اعرف شروطه وآدابه
التأمين عند قراءة آية دعاء في الصلاة، من الأمور التي يفعلها البعض دون معرفة الحكم الشرعي فيها. ويرصد موقع "نيوز رووم" في هذا التقرير الرأي الشرعي في ذلك.
لماذا يستحب التأمين والدعاء أثناء الصلاة؟
التأمين يعني طلب استجابة الدعاء من الله، وقد ورد في السنة النبوية أن من يوافق تأمينه تأمين الملائكة تغفر له ذنوبه.
كذلك، فإن السؤال عند آيات الرحمة والاستعاذة عند آيات العذاب يظهر التفاعل الحقيقي مع كلام الله، ما يعمق العلاقة بين العبد وربه ويزيد من خشوعه في الصلاة.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، عن حكم التأمين عند المرور بآية دعاء أثناء الصلاة، والسؤال عند آية رحمة، والاستعاذة عند آية عذاب: هذه الأفعال مشروعة وفقًا للسنة النبوية وأقوال العلماء، مع بعض الشروط والضوابط التي تحقق الخشوع وتدبر القرآن أثناء الصلاة.
التأمين والسؤال والاستعاذة .. رأي الفقهاء في النافلة والفريضة
أوضح المفتي أن حكم التأمين عند قراءة آية دعاء، والسؤال عند آية رحمة، والاستعاذة عند آية عذاب، يختلف باختلاف نوع الصلاة:
١. في صلاة النافلة: اتفق الفقهاء على جواز هذه الأفعال، سواء كان المصلي منفردًا أو إمامًا.
٢. في صلاة الفريضة: الشافعية والحنابلة (في رواية): ذهبوا إلى استحباب هذه الأفعال في جميع أنواع الصلاة، سواء للإمام أو المأموم أو المنفرد.
الحنفية والمالكية: رأوا كراهة هذه الأفعال في صلاة الفريضة، بينما أجازوها في صلاة النافلة، مع استحبابها للمصلي المنفرد.
أدلة جواز التأمين في الصلاة من السنة النبوية
استند الدكتور شوقي علام إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ورد في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، يقرأ مترسِّلًا. إذا مرَّ بآية تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ" (رواه مسلم).
وأشار المفتي السابق إلى أن هذا الحديث يؤكد استحباب التفاعل مع آيات القرآن أثناء الصلاة بالدعاء أو التسبيح أو الاستعاذة، ما يعزز خشوع المصلي وتدبره لمعاني الآيات.
التأمين بعد الفاتحة .. فضله وثوابه
أوضح الدكتور شوقي علام أن التأمين بعد قراءة الفاتحة مستحب، سواء كان المصلي منفردًا أو إمامًا أو مأمومًا، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه مسلم).
وأكد أن هذا التأمين يعكس المشاركة بين العبد والملائكة في الدعاء واستجابة الله له.
شروط وآداب التأمين والدعاء في الصلاة
أوضح المفتي السابق أن القيام بهذه الأفعال أثناء الصلاة يجب أن يلتزم بشروط معينة لضمان عدم الإخلال بالخشوع أو التسبب في الملل، ومنها:
١. الخشوع والتدبر: أن يكون المصلي حاضر القلب ومتفاعلًا مع معاني الآيات.
٢. الالتزام بالأدب المشروع: الدعاء بطريقة لا تطيل الصلاة أو تشتت انتباه المصلي أو المصلين الآخرين.
٣. مراعاة حال المأمومين إذا كان المصلي إمامًا: حيث يجب عدم الإطالة بما يسبب الملل للمصلين خلفه.
رأي الفقهاء .. بين الكراهة والاستحباب
الحنفية والمالكية:
رأوا كراهة التأمين والدعاء في الفريضة، لأن الدعاء ليس من أركان الصلاة.
أجازوا ذلك في النافلة، خاصة إذا كان المصلي منفردًا.
الشافعية والحنابلة:
أقروا استحباب هذه الأفعال في جميع أنواع الصلاة، استنادًا إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
