مفتي الجمهورية: استهداف دور العبادة بالنيجر جريمة إرهابية بشعة تخالف الشرائع

أدان الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، بأشد العبارات، الهجومَ الإرهابيَّ الذي استهدف مسجدًا في قرية فونبيتا ببلدية كوكورو الريفية في النيجر، وأسفر عن مقتل 44 مدنيًّا وإصابة 13 آخرين أثناء أدائهم للصلاة.
استهداف وقتل الأبرياء جريمة تتنافى مع الشرائع السماوية
وأكد مفتي الجمهورية أن استهداف دُور العبادة وقتل الأبرياء جريمة بشعة تتنافى مع كل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية، مشددًا على أن الإرهاب لا دين له، وأن الجماعات المتطرفة تسعى لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في المجتمعات، مما يتطلب تكاتفًا دوليًّا لمواجهتها بحسم.
وأعرب المفتي عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا ولحكومة وشعب النيجر الشقيق، داعيًا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.
كما جدَّد مفتي الجمهورية دعوته إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على تجفيف منابع تمويله، وتوعية المجتمعات بمخاطره، مؤكدًا أن الإسلام بريء من كل هذه الجرائم التي تشوه صورته السمحة.
واختتم بالدعاء بأن يحفظ الله العالم من شرور الإرهاب، وأن يعم الأمن والسلام جميع الشعوب.
في سياق آخر أكد مفتي الجمهورية، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العقيدة التي يؤمن بها الإنسان، والشريعة التي يتعبد بها لله تعالى، ارتباطًا يستحيل معه تصور وجود إحداهما بمعزل عن الأخرى.
وأوضح أن هذا الارتباط يُحدّد من خلاله موقف الإنسان في علاقته بربه، وفي تعامله مع غيره من الناس، لافتاً إلى أن العقيدة تُقدّم التصور الكامل عن الوجود والحياة، وتُشكّل الأساس الذي تبنى عليه الشريعة، كما أن الشريعة تنبثق من العقيدة وتترجمها إلى واقع عملي.
وبين مفتي الجمهورية أن الإسلام يجمع بين جانبين، الأول نظري هو العقيدة، والثاني عملي هو الشريعة، ولا يُقبل أحدهما دون الآخر. ولهذا جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تجمع بين الإيمان والعمل الصالح، منها: قوله تعالى: "إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا" [مريم: 60].
وأكد مفتي الجمهورية أن الإسلام دين شامل يجمع بين العقيدة والشريعة، ويجعل حياة الإنسان قائمة على منهج متكامل لا تناقض فيه، لأنه من عند الله تعالى الذي قال: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" [الملك: 14].
وأكد المفتي أن العقيدة والشريعة متلازمان لتحقيق عدالة الإسلام ورعاية شؤون الناس.