مفتي الجمهورية : المرأة المصرية منارة العلم والإيمان ورمز العطاء عبر العصور

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المرأة المصرية كانت وما زالت نموذجًا يُحتذى به في العلم والإيمان والعمل الصالح، حيث حملت القرآن في قلبها، وأسهمت في تربية الأجيال، وكانت دائمًا مثالًا يُجسد قيم الصبر والعطاء.
جاء ذلك في منشور لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، حيث شدد فضيلة المفتي على أن دور المرأة في المجتمع المصري لم يقتصر على كونها أمًّا وزوجة فقط، بل امتد ليشمل مجالات التعليم والتفكير والدعوة إلى الخير، مما يعكس قوة إيمانها وسكينة يقينها، وأوضح أن المرأة كانت وما زالت عنصرًا محوريًا في بناء المجتمعات، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، لما تقدمه من علم وأخلاق وقيم إنسانية نبيلة.
دور المرأة المصرية في بناء المجتمع ونهضته
لطالما كانت المرأة المصرية في طليعة القوى التي تبني المجتمع، فهي التي تغرس القيم والمبادئ في الأجيال، وتسهم في نهضة الوطن من خلال عملها في مختلف المجالات، ومنذ العصور القديمة، لعبت النساء أدوارًا بارزة في تاريخ مصر، بدءًا من الملكات الفرعونيات مثل حتشبسوت ونفرتاري وكليوباترا، اللاتي حكمن البلاد بحكمة وشجاعة، مرورًا بالنساء الرائدات في مجالات التعليم والطب والفكر، وصولًا إلى عالمات الدين والمفكرات اللاتي يساهمَن اليوم في نشر تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز الأخلاق والقيم.
إسهامات المرأة المصرية في التعليم والدعوة
لم يقتصر دور المرأة المصرية على الأسرة والمنزل، بل امتد إلى مجالات عدة، حيث أثبتت كفاءتها في نشر العلم وتعليم الأجيال، فهي المعلمة التي تنشئ العقول، والطبيبة التي تحفظ صحة المجتمع، والعالمة التي تسهم في الاكتشافات العلمية، والداعية التي تنشر القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع، كما أن لها دورًا بارزًا في نشر الفكر الإسلامي الوسطي، والمشاركة في المؤسسات الدينية والتعليمية التي تعزز ثقافة الاعتدال والتسامح.
مكانة المرأة في الإسلام ودورها المجتمعي
أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة، وأكد على دورها في بناء الأسرة والمجتمع، حيث كانت النساء في عهد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - شريكات في نشر العلم والإيمان، ومنهن السيدة عائشة - رضي الله عنها - التي كانت من أعظم رواة الحديث، والسيدة خديجة - رضي الله عنها - التي كانت من أوائل من دعموا الدعوة الإسلامية، واليوم، تواصل المرأة المصرية هذا الدور من خلال مساهمتها الفعَالة في تنمية المجتمع وترسيخ القيم الدينية والأخلاقية، لتظل دائمًا نموذجًا للعلم والعمل والتضحية.
المرأة المصرية.. نموذج للعطاء والتفاني
في مختلف الأزمات والتحديات، أثبتت المرأة المصرية أنها قادرة على مواجهة الصعاب، حيث كانت دائمًا في الصفوف الأولى عندما يتعلق الأمر بخدمة المجتمع والأسرة، فهي الأم التي تربي الأجيال على حب الوطن والانتماء، وهي الطبيبة التي تضحي بوقتها وجهدها لإنقاذ الأرواح، وهي المربية التي تبني العقول، وهي العاملة التي تساهم في تحقيق التنمية.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور نظير محمد عياد الله أن يحفظ نساء مصر، ويجعلهن دائمًا قدوة في العلم والأخلاق، ويزيدهن رفعة ومكانة، تقديرًا لما يقدمنه من جهود عظيمة في خدمة الدين والمجتمع، مؤكدًا أن المرأة ستظل دائمًا ركيزة أساسية في بناء الوطن، وعنوانًا للعطاء والتضحية والإبداع.