المستشار الألماني: يقرّ بصراحة: اقتصاد ألمانيا لم يعد يحتمل رفاهية الماضي

قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، إن بلاده لم تعد قادرة على تحمّل أعباء الرفاهية بشكلها الحالي، مؤكدًا أن الظروف الاقتصادية لم تعد تسمح بذلك.
وأضاف ميرز، خلال كلمته أمام أعضاء حزبه: "لم يعد بإمكاننا تمويل دولة الرفاهية بالشكل الذي كانت عليه. لقد تجاوزنا القدرة على تحمّل التكاليف اقتصادياً".
وفي خطاب ألقاه بمدينة أوسنابروك شمال ألمانيا، اعترف ميرز بأن التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد "أكبر مما تصوره الجميع"، قائلاً: "أقول هذا من منطلق نقد ذاتي أيضاً.. المهمة أكبر مما كنا نعتقد قبل عام. لا نمرّ بمرحلة ضعف اقتصادي مؤقت، بل بأزمة هيكلية تضرب أساس اقتصادنا".
وفي خضم حديثه عن الأزمة، شدد ميرز على أنه سيواصل التمسك بسياسات:
- تقليص الهجرة وضبط تدفق اللاجئين.
- توسيع حوافز الاستثمار وتسهيل بيئة الأعمال في ألمانيا.
وأشار إلى أن الأولوية في المرحلة المقبلة ستكون لتعزيز القدرة التنافسية وإعادة إنعاش الاقتصاد الصناعي. وتعاني ألمانيا، أكبر قوة صناعية في أوروبا، من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة واضطرابات ناتجة عن السياسات التجارية الأمريكية، خصوصاً الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن.
وقد انعكست هذه العوامل على الأداء الاقتصادي، إذ أظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة الماضي انكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي الألماني خلال الربع الثاني من العام، متجاوزًا التوقعات السلبية المسبقة.
بوتين: ألمانيا وفرنسا على حافة الركود
وتأتي هذه التصريحات في وقت حرج، تزامنًا مع ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام زيارته إلى بيلاروس، بأن ألمانيا وفرنسا "تتأرجحان على حافة الركود"، في ظل الانكماش الاقتصادي وتباطؤ الاستثمارات.
كما تصريحات المستشار الألماني تحولاً واضحاً في الخطاب السياسي الألماني تجاه مفاهيم الرفاهية والهجرة والاقتصاد. ففي ظل أزمة هيكلية متصاعدة، وضغوط خارجية متزايدة، يبدو أن حكومة برلين تعيد صياغة أولوياتها: من الرعاية الاجتماعية إلى الصرامة المالية، ومن الترحيب بالمهاجرين إلى الانكفاء على الداخل.