عاجل

في ذكرى ميلاده.. مدحت السباعي مخرج بصم على تاريخ السينما والدراما ورحل مبكرًا

مدحت السباعي
مدحت السباعي

 تحل في مثل هذا اليوم، ذكرى ميلاد المخرج الكبير مدحت السباعي، الذي يُعد واحدًا من أبرز الأسماء التي أثرت في تاريخ السينما والدراما المصرية، بفضل أعماله التي جمعت بين العمق الإنساني والواقعية والبراعة في الإخراج، فقد استطاع من خلال مشواره أن يترك بصمة راسخة في وجدان المشاهدين، وجعل من كل عمل يقدمه حالة خاصة تعكس قضايا المجتمع وتعبر عن مشاعر الإنسان ببساطة وصدق.

نبذة عن مدحت السباعي 

وُلد مدحت السباعي في بيت له جذور فنية وإبداعية قوية؛ فوالده هو اللواء عبد المنعم السباعي، الذي كتب عددًا من أشهر الأغنيات الخالدة التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم، والنجمتان شادية ونجاة الصغيرة، لتصبح كلماته جزءًا من التراث الغنائي العربي. أما حياته الشخصية، فقد ارتبط بالمنتجة ناهد فريد شوقي، ابنة وحش الشاشة فريد شوقي والفنانة القديرة هدى سلطان، وأنجب منها ابنتين هما الفنانة ناهد السباعي وشقيقتها نجوى السباعي، ليكون امتداد العائلة الفنية حاضرًا عبر أجيال متتالية.

بدأ مدحت السباعي مسيرته الإخراجية مطلع الثمانينيات، حيث قدم أول أفلامه "وقيدت ضد مجهول" عام 1981، ليعلن عن موهبة واعدة تحمل رؤية مختلفة. 

ثم توالت أعماله السينمائية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، مثل فيلم "الجريح" عام 1985، و"حارة الجوهري" عام 1987، و"امرأة آيلة للسقوط" عام 1992، الذي اعتُبر واحدًا من أبرز أفلامه، قبل أن يقدم فيلم "ثلاثة على مائدة الدم" عام 1994. كما امتد نشاطه إلى الدراما التلفزيونية، حيث أخرج في عام 2013 مسلسل "نظرية الجوافة" من تأليفه وإخراجه، والذي شهد تجربة مميزة جمعت بينه وبين ابنته ناهد السباعي في أول تعاون فني بينهما، ليجسد بذلك تواصل الأجيال الفنية داخل العائلة.

ورغم نجاحاته الفنية الكبيرة، فإن رحلة مدحت السباعي توقفت مبكرًا بعد صراع مع المرض؛ إذ أصيب بجلطة في المخ أدت إلى دخوله غرفة العناية المركزة بمستشفى الأنجلو لمدة شهرين، قبل أن يرحل عن عالمنا في 21 مايو 2014 عن عمر ناهز 65 عامًا. وقد شيعت جنازته من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، في حضور واسع لعدد كبير من نجوم الفن وزملائه وأصدقائه الذين حرصوا على وداعه الأخير، تقديرًا لمشواره وإسهاماته التي ستظل خالدة.

برحيله فقدت الساحة الفنية مخرجًا بارعًا، لكن إرثه الفني ظل حاضرًا في ذاكرة السينما والدراما المصرية. ولا تزال أعماله تشهد على موهبته ورؤيته الإبداعية، فيما تواصل ابنته ناهد السباعي حمل الشعلة الفنية لتكمل المسيرة، لتبقى عائلة السباعي رمزًا للعطاء الفني المتجدد عبر الأجيال.

 

تم نسخ الرابط