إبراهيم شير: إيران لديها فتوى دينية واضحة تحرم امتلاك سلاح نووى |فيديو

سلط خبير الشؤون الإيرانية والشرق الأوسط، إبراهيم شير، الضوء على سير المفاوضات النووية مع إيران، مشيرًا إلى أن الملف يسير في "حقل من الألغام"، موضحًا أن المفاوضات على الواجهة تتمثل في الترويكة الأوروبية، بينما الولايات المتحدة وإسرائيل تدير الملف خلف الكواليس.
وأكد إبراهيم شير، خلال مداخلة هاتفية عبر تطبيق "زووم" على قناة النيل للأخبار، أن إيران وضعت ثلاثة شروط أساسية للمفاوضات: أولها عدم التخلي عن برنامجها النووي، ثانيها استمرار التخصيب داخل أراضيها، وثالثها أن تتم المفاوضات تحت إطار رفع العقوبات وليس مجرد تعهدات جزئية، إذ أن الفترة الحالية حرجة، إذ تقترب نهاية أغسطس، وهي المهلة التي منحتها الترويكة الأوروبية لطهران، ما يجعل الاستعدادات الإيرانية متزايدة للتعامل مع فرض عقوبات محتملة.
تعزيز التحالفات الاستراتيجية
وأشار إبراهيم شير إلى أن زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى باكستان وأرمينيا وبلاروسيا تهدف إلى تعزيز التحالفات الاقتصادية والعسكرية، وتحضير إيران لفترة ما بعد العقوبات، حيث تم توقيع اتفاقيات لتطوير التجارة الثنائية بين إيران وباكستان وأرمينيا، بالإضافة إلى اتفاق عسكري مع بلاروسيا، ما يعكس استعداد طهران لتجاوز أي قيود قد تفرضها العقوبات الدولية.
وأوضح إبراهيم شير أن هذه التحركات تشير إلى أن إيران تسعى للحفاظ على قدرتها الاستراتيجية حتى في ظل الضغوط الغربية، مع التأكيد على أنها لم تسعَ لامتلاك السلاح النووي، رغم قدرتها النظرية على تطويره خلال سنوات قليلة إذا قررت ذلك.
الفتوى الدينية حاجز
أكد إبراهيم شير أن إيران لديها فتوى دينية واضحة تحرم امتلاك السلاح النووي، مشيرًا إلى أن التيار الديني داخل الدولة، الممثل بالمرشد الأعلى، هو العامل الأساسي في توجيه القرار السياسي والعسكري، موضحًا أن هذه الفتوى تُلزم جميع مراكز القوى السياسية والعسكرية، بحيث لا يمكن تجاوزها، مما يجعل إيران ملتزمة بعدم السعي لتطوير السلاح النووي حاليًا، وهو ما يعلمه الأمريكيون والإسرائيليون جيدًا.
وأضاف إبراهيم شير أن الالتزام بالفتوى يمنح إيران موقفًا رمزيًا ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي، بينما قد تستخدم التهديد بالانسحاب كأداة ضغط سياسية دون السعي الفعلي لتصنيع السلاح.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
تطرق إبراهيم شير إلى التوتر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن طهران اعتبرت أن الوكالة قد خذلتها سابقًا، خاصة بعد تسريب معلومات حول العلماء النوويين. وأوضح أن إيران تسعى الآن لإعادة هيكلة العلاقة مع الوكالة، من خلال وضع قواعد واضحة للمراقبة وضمان عدم استغلال أي بيانات حساسة ضدها مستقبلاً.
وأشار إبراهيم شير إلى أن ملف التفتيش يظل حساسًا، لكنه لا يشكل تهديدًا لبرنامج إيران النووي، نظرًا لوجود القرار النهائي في أعلى هرم السلطة الإيرانية، حيث يلتزم الجميع بتنفيذ التوجيهات الرسمية.

الاستعداد للجولة الثانية
وأختتم إبراهيم شير بالتأكيد على أن إيران لا تتدخل مباشرة في النزاعات التي تشمل ذراعها الإقليمي، مثل الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، إلا في حال الاعتداء المباشر عليها، مبينًا أن طهران تراقب الوضع الاستراتيجي في المنطقة، وتستعد لاحتمالية اندلاع جولة ثانية من المواجهات، مشيرًا إلى أن الشهر المقبل سيكون حاسمًا في تحديد طبيعة هذه الجولة.
وشدد إبراهيم شير على أن إيران تبذل جهودًا لتأمين مصالحها الإقليمية عبر التفاوض والتحالفات الاستراتيجية، مع الحفاظ على التزامها الديني والسياسي بعدم امتلاك السلاح النووي، مما يجعل موقفها في الشرق الأوسط أكثر استقرارًا واستراتيجية.