رانسي الناجية من غرق «شاطئ أبو تلات» تكشف تفاصيل صادمة بشأن الحادث|فيديو

في شهادة إنسانية مؤثرة تعكس حجم المأساة التي شهدها شاطئ أبو تلات غرب الإسكندرية ، خرجت "رانسي"، إحدى الناجيات من حادث غرق عدد من الفتيات، لتكشف تفاصيل مروّعة عمّا حدث في تلك الساعات العصيبة روايتها لم تكن مجرد كلمات حزينة، بل صرخة مدوية تطالب بالتحقيق والمحاسبة، بعدما اتهمت أحد المشرفين المسؤولين عن الرحلة التعليمية بأنه رفض إنقاذ فتاة كانت تستغيث، واكتفى بالتلويح لها بيده، قبل أن تُبتلعها الأمواج القاسية.
تقول رانسي إن الكارثة لم تتوقف عند حدود الغرق، بل امتدت إلى محاولات التكتم على الحقيقة، حيث قام بعض المشرفين بسحب هواتف الطالبات، حتى لا يتم توثيق ما جرى، في مشهد وصفته بأنه "أشد قسوة من الغرق ذاته".
تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الغرق
تحكي رانسي أن الفتيات كنّ في نزهة بحرية على شاطئ أبو تلات، لم يكن يخطر ببالهن أن دقائق معدودة ستفصل بين الضحكات والصرخات. وتقول:
"كنا نستمتع بالمياه القريبة من الشاطئ، وفجأة ارتفع الموج بشكل مفاجئ، بدأنا نتراجع لكن واحدة من زميلاتنا جرفها التيار بعيدًا. حاولنا الاستغاثة بالمشرفين المسؤولين عنا، لكن الصدمة أن أحدهم وقف يشوح بيده لها وكأنه يودعها بدلًا من أن ينقذها".
وتصف رانسي تلك اللحظة بأنها النقطة التي حوّلت النزهة إلى مأتم جماعي، مؤكدة أن غياب الاستعدادات ووسائل الإنقاذ على الشاطئ جعل الموقف يزداد سوءًا.
الاتهامات تطال المشرفين والأكاديمية
ولم تتردد رانسي في تحميل المسؤولية للأكاديمية التعليمية التي نظمت الرحلة، مؤكدة أن الإهمال كان واضحًا منذ البداية، وأضافت قائلة: "لم يكن هناك منقذون محترفون على الشاطئ، ولم يشرح لنا أحد خطورة الأمواج في هذه المنطقة. والأسوأ أنهم بعد الحادث مباشرة أخذوا هواتفنا حتى لا نصور أو ننشر أي شيء يفضح ما حدث".
وأردفت أن هذا الاتهام الخطير يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى عن معايير السلامة التي تُتبع في الرحلات الطلابية، ودور المشرفين الذين من المفترض أن يكونوا خط الدفاع الأول عن حياة الطلاب.
الغرق بين الإهمال وغياب الرقابة
واستطردت أن حادثة أبو تلات لم تكن الأولى من نوعها، إذ شهدت الشواطئ غير المجهزة في الإسكندرية حوادث غرق عديدة خلال السنوات الأخيرة. ويؤكد خبراء أن غياب الرقابة، وعدم التزام الأكاديميات والمدارس بالقواعد الأمنية، يضاعف احتمالية تكرار هذه الكوارث.
وشددت رانسي على أن المأساة لم تكن قدرًا محتومًا، بل نتيجة مباشرة للإهمال، قائلة:"لو كان في منقذين حقيقيين أو تجهيزات، أو حتى مشرف عنده ضمير، ما كانش ده حصل. إحنا مش أول ناس تغرق هنا، بس لازم نكون آخر ناس".
صرخة إنسانية ورسالة للمسؤولين
مع دموعها وصوتها المرتجف، وجهت رانسي رسالة واضحة إلى المسؤولين في الإسكندرية والدولة، مطالبة بفتح تحقيق شفاف في الحادث، ومحاسبة كل من قصّر في حماية أرواح الفتيات. كما دعت إلى فرض رقابة صارمة على الرحلات الطلابية والشواطئ غير المجهزة، وتوفير أطقم إنقاذ مدربة على مدار الساعة.
واختتمت شهادتها بقولها:"إحنا نجينا بمعجزة، بس غيرنا ماتوا قدام عنينا مش عايزين كلام وخلاص، عايزين حق البنات اللي ماتوا، وعايزين اللي جاي بعدنا يعيش".
ولم حادثة غرق أبو تلات أعادت من جديد فتح ملف الشواطئ الخطرة في مصر، ووضعت علامات استفهام كبرى حول الإهمال الإداري في الرحلات التعليمية، وتعد شهادة رانسي لم تكن مجرد رواية حزينة، بل وثيقة إدانة يجب أن تتحول إلى نقطة انطلاق نحو إصلاح حقيقي، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث التي تدمي القلوب.