تامر أمين يطالب بمحاسبة المسؤولين بعد حادث غرق أبو تلات بالإسكندرية

شهدت منطقة العجمي بالإسكندرية مأساة إنسانية جديدة بعد غرق عدد من الفتيات على شاطئ أبو تلات، في حادث أثار جدلًا واسعًا وأعاد للأذهان سلسلة من الوقائع المشابهة التي شهدتها شواطئ المحافظة خلال الأعوام الأخيرة.
الحادث الذي دوّى صداه عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لم يمر مرور الكرام، إذ خصّ الإعلامي تامر أمين جزءًا من حديثه عبر برنامجه “آخر النهار ”المذاع عبر قناة النهار للتعليق على هذه الكارثة، موجّهًا رسائل قوية وانتقادات حادة لإدارة الشواطئ، مطالبًا بضرورة التدخل الفوري من جانب محافظ الإسكندرية لإنقاذ الموقف.
حادثة أبو تلات.. تفاصيل الفاجعة التي صدمت الإسكندرية
بحسب ما ورد من شهود عيان، فقد كانت مجموعة من الفتيات يستمتعن بوقتهن على شاطئ أبو تلات المعروف بجذب العائلات، لكن لحظة ترفيه بسيطة تحولت إلى مأساة مأساوية بعدما جرفتهن الأمواج العاتية، ليغرقن وسط صرخات واستغاثات لم تفلح في إنقاذهن جميعًا.
وأكد شهود أن الشاطئ لم يكن مؤهلاً بالقدر الكافي من عناصر الإنقاذ أو العلامات التحذيرية التي تنبه بخطورة السباحة في هذه الأوقات، خاصة مع ارتفاع الأمواج وشدة التيارات البحرية، وهو ما جعل الحادث يبدو نتيجة إهمال أكثر من كونه قضاءً وقدرًا.
تامر أمين يفتح النار: إلى متى ندفن رؤوسنا في الرمال؟
في برنامجه، لم يُخف الإعلامي تامر أمين غضبه العارم من تكرار هذه الحوادث، حيث قال: "نحن نتعامل مع مسلسل متكرر اسمه غرق الشواطئ في الإسكندرية، والضحايا في كل مرة أبرياء جاءوا للاستمتاع بالبحر فعادوا جثامين بين ذويهم".
وأضاف أن ما حدث في شاطئ أبو تلات لا يمكن السكوت عنه، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن إدارة الشاطئ، وموجهًا رسالة مباشرة إلى محافظ الإسكندرية بسرعة التدخل، قائلًا: "يا سيادة المحافظ، حياة المواطنين أمانة في رقبتك، ولا يجوز أن نظل نودّع ضحايا على شواطئنا بهذا الشكل".
وأشار أمين إلى أن غياب الرقابة الكافية وترك الشواطئ عرضة للاستهتار بات أمرًا لا يُحتمل، مشددًا على أن الأرواح أغلى من أي اعتبارات أخرى.
مطالب عاجلة لتأمين شواطئ الإسكندرية
لم يكتفِ الإعلامي بانتقاداته، بل طرح مجموعة من الحلول التي اعتبرها ضرورية وفورية، أبرزها:
زيادة عدد المنقذين المدربين على الشواطئ الشعبية والمجانية.
وضع لافتات تحذيرية واضحة في المناطق الخطرة.
تخصيص فرق تدخل سريع للتعامل مع حالات الغرق.
تكثيف حملات التوعية للمصطافين بخطورة السباحة في أوقات ارتفاع الأمواج.
وأكد أمين أن هذه الخطوات ليست ترفًا بل ضرورة لإنقاذ حياة المواطنين، وأن أي تقصير في تنفيذها سيكون ثمنه مزيدًا من الضحايا.
بين الحزن الشعبي والمسؤولية الرسمية
الحادث أثار موجة كبيرة من الحزن بين الأهالي وسكان الإسكندرية، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ورسائل تعزية للضحايا، مع دعوات بضرورة محاسبة المقصرين ، وانتشرت تساؤلات مشروعة بين المواطنين: "إلى متى ستظل شواطئ العجمي مصيدة أرواح؟"، "أين دور الأجهزة المعنية في الرقابة؟"، "ولماذا تتكرر هذه المآسي في كل موسم صيفي؟".
الإعلامي تامر أمين شدد في حديثه على أن المجتمع بحاجة إلى مواجهة شجاعة مع هذه الأزمة، وأن السكوت أو التبرير لم يعد مقبولًا، قائلًا: "المطلوب الآن فعل حقيقي، لا بيانات شكلية ولا وعود تُنسى بعد أيام".
الإعلام صوت الضحايا ونداء للضمير العام
في ختام تعليقه، أوضح تامر أمين أن الإعلام لن يتخلى عن دوره في كشف أوجه القصور وتسليط الضوء على حقوق الناس، مؤكدًا أن صرخات أهالي الضحايا لن تذهب سدى، وأن واجب الجميع –من مسؤولين وإعلاميين ومواطنين– هو تحويل هذه المأساة إلى دافع لتصحيح الأخطاء وإنقاذ الأرواح مستقبلاً.