رغم الأزمات.. خبير: الاقتصاد المصري يجذب أنظار المؤسسات المالية العالمية

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، توقّع "دويتشه بنك" أن يحقق الاقتصاد المصري نمواً خلال الفترات المقبلة، مستنداً إلى قدرة مصر على تجاوز الصدمات والأزمات الاقتصادية الكبرى.
الاقتصاد المصري أظهر قدرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة
وقال البنك في تقريره الأخير إن الاقتصاد أظهر قدرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، مثل جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى الاضطرابات المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط، والتي كان لها تأثير مباشر على مصر بسبب قربها الجغرافي والسياسي من بؤر التوتر.
وأكد التقرير أن الأداء الإيجابي للاقتصاد الكلي المصري، سواء من حيث معدلات النمو، أو تراجع نسب البطالة، أو استقرار معدلات الاستثمار، يعكس قدرة مصر على التعافي وامتلاكها لمقومات الانطلاق نحو نمو أقوى، في حال استقرار الأوضاع الدولية.
وأشار البنك إلى أن قطاع السياحة في مصر شهد انتعاشة واضحة خلال الفترة الماضية، رغم التراجع الملحوظ في إيرادات قناة السويس، ما يعكس تنوع مصادر الدخل القومي وقدرة الاقتصاد على التكيف.
ونوه التقرير إلى أهمية التزام الدولة المصرية بمسار الإصلاح الاقتصادي، مؤكدًا أن هذا الالتزام هو العامل الرئيسي في تعزيز الثقة الدولية وتوقعات المؤسسات المالية بتحقيق نمو مستدام في المستقبل.
قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات والصدمات
من جانبه، قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار، إن ما صدر عن دويتشه بنك يتوافق إلى حد كبير مع ما صدر مؤخرًا من تقارير دولية أخرى، والتي ركزت على قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات والصدمات، مضيفا:"هذه المؤسسات تنطلق من نقطة مهمة، وهي أن مصر، رغم كل الظروف، حافظت على مسار إصلاحي واضح، وهذا عنصر ثقة كبير".
وأوضح أن الاقتصاد المصري مر خلال السنوات الخمس الأخيرة بتحديات غير مسبوقة، بدأت بجائحة كورونا، ثم الحرب في أوكرانيا، وأخيرًا التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا:"وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكن من الصمود، بل وتحقيق مؤشرات إيجابية.
تراجع في معدلات البطالة
وأضاف: "نحن نتحدث اليوم عن تراجع في معدلات البطالة، ونمو في قطاعات مثل السياحة، إلى جانب استقرار في الاستثمار المحلي والأجنبي، وهذه كلها مؤشرات تدعم النظرة المتفائلة، متوقعا أن يشهد الاقتصاد المصري تحسنًا خلال الربعين الثالث والرابع من العام الجاري، في حال استمر الاستقرار العالمي، وتراجعت حدة الأزمات الجيوسياسية، مضيفًا أن "مصر لديها القدرة على تحقيق انطلاقة قوية بمجرد تقليص حجم التحديات الخارجية".