طارق البرديسي: مصر تتمسك بموقفها الثابت تجاه فلسطين وتخالف واشنطن |فيديو

شدد الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، في مداخلة عبر قناة إكسترا لايف، على أن القاهرة لا يمكن أن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أو أي قيادة مصرية لن تقبل المساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة.
وأكد طارق البرديسي أن مصر لديها سياسة خارجية متوازنة تراعي مصالحها الاستراتيجية مع القوى الدولية، لكنها في الوقت ذاته لا تساوم على ثوابتها التاريخية في ما يخص القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن الدولة المصرية ترى في غياب الحل العادل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي العربي والمنطقة بأكملها.
علاقات وخلافات جوهرية
وأوضح أن مصر ترتبط بعلاقات استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، تشمل التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي، إلا أن هذا لا يمنع القاهرة من التعبير بوضوح عن اختلافها الجذري مع واشنطن في ملف الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
وأشار "البرديسي" إلى أن القيادة المصرية تتحرك من منطلق أن القضية الفلسطينية تمثل محورًا رئيسيًا في الأمن القومي العربي، وأن أي محاولة لتجاهل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ستكون بمثابة تهديد مباشر لاستقرار المنطقة.
كرامة المصريين وحقوق الفلسطينيين
واستشهد بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي شدد فيها على أن لا أحد يستطيع المساس بكرامة المصريين أو إفشال حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، مضيفًا أن مصر تعتبر الدفاع عن الحقوق الفلسطينية جزءًا من الدفاع عن نفسها، إذ إن استقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف طارق البرديسي أن السياسة المصرية تنطلق من قناعة راسخة بأن غياب هذا الحل العادل والدائم سيظل يهدد الأمن القومي العربي ويزيد من التوترات الإقليمية، وهو ما يجعل مصر حريصة على بذل الجهود الدبلوماسية المكثفة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف.
تحركات وتنسيق عربي مشترك
وتطرق إلى التحركات الأخيرة التي قام بها الرئيس السيسي في المنطقة، مؤكدًا أن لقاءاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعدد من القادة العرب جاءت في إطار تنسيق عربي متواصل لمواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذه الجولات تعكس رغبة مصر في بناء جبهة عربية متماسكة، تستطيع الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في مواجهة الضغوط الدولية، والعمل على إيجاد حلول سلمية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
الاستقرار في المنطقة
ووصف "البرديسي" الدور المصري بأنه بمثابة "العلاج والترياق" القادر على فتح باب الأمل لشعوب المنطقة، فضًلا عن أن القاهرة تضع دائمًا نصب عينيها تحقيق السلام العادل، معتبرًا أن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال الالتزام بحل الدولتين، وهو الحل الذي يحظى بإجماع عربي ودولي، رغم محاولات بعض القوى الالتفاف عليه.
ولفت طارق البرديسي إلى أن مصر تمتلك من الخبرة السياسية والدبلوماسية ما يجعلها قادرة على لعب دور الوسيط الفاعل بين الأطراف المختلفة، مستشهدًا بالدور المصري المحوري في تهدئة الأوضاع داخل قطاع غزة، وقيادة جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.
موقف تاريخي ثابت
اختتم طارق البرديسي حديثه بالتشديد على أن مصر لم ولن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن موقف القاهرة راسخ ومتجذر في تاريخها الحديث والمعاصر، مردفًا أن القضية الفلسطينية ستظل دائمًا على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، باعتبارها قضية عادلة لا يمكن المساومة عليها.

وشدد طارق البرديسي على أنه يتضح أن مصر رغم شراكاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، تظل متمسكة بموقفها الثابت تجاه فلسطين، وهو ما يعكس استقلالية قرارها السياسي وقدرتها على الموازنة بين المصالح الدولية والحقوق العربية المشروعة.