خبير: زيلينسكي يواجه مأزقًا داخليًا.. والدعم الغربي لأوكرانيا يتجه نحو التصعيد

في قراءة للمشهد الأوكراني الراهن، وتحديدًا في ضوء تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمناسبة عيد الاستقلال، أوضح الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن مثل هذه التصريحات تُعد تقليدية في المناسبات الوطنية، ولا تعكس بالضرورة واقع الميدان أو الاستعدادات السياسية للتسوية.
زيلينسكي يحاول إظهار أوكرانيا بمظهر "الدولة الأقوى"
وأشار "قناة"، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن زيلينسكي يحاول إظهار أوكرانيا بمظهر "الدولة الأقوى"، رغم أن واقع الحال يؤكد تصاعد الخسائر البشرية والعسكرية، واستمرار العمليات دون تحقيق نتائج ملموسة، مضيفا أن منظومة الدول الأوروبية، التي تواصل دعمها العسكري لكييف، لا تبدو مستعدة حتى الآن للقبول بالحلول السياسية المطروحة، سواء من الجانب الروسي أو الأمريكي، خشية أن تأتي على حساب مصالحها الجيوسياسية.
وفي هذا السياق، نوه قناة إلى أن الغرب يسعى لإطالة أمد الصراع، حتى "آخر جندي أوكراني"، والآن ربما حتى "آخر مواطن"، على حد تعبيره، مؤكداً أن هذا التوجه يحمل في طياته تداعيات خطيرة على الداخل الأوكراني والأوروبي على حد سواء.
استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا
وفي تعليقه على زيارة رئيس الوزراء الكندي إلى كييف، قال قناة إن مثل هذه الزيارات تعكس استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا، لكنها تندرج في إطار الضغط السياسي والإعلامي على موسكو، لا سيما أن روسيا تعتبر هذا الدعم بمثابة عرقلة واضحة لأي مسار تفاوضي.
وأكد أن الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بشأن رفض التفاوض لا تصمد أمام واقع أن زيلينسكي نفسه ما زال يحتفظ بمرسوم رئاسي يمنع التفاوض مع موسكو، وهو ما يعكس التناقض في الموقف الأوكراني الرسمي.
الموقف الغربي من الحلول الأمنية المطروحة
وفي ما يتعلق بالموقف الغربي من الحلول الأمنية المطروحة، خاصة مقترحات الضمانات الأمنية أو التواجد العسكري المباشر في أوكرانيا، أشار إلى أن هذه الأطروحات "غير واقعية" ومرفوضة، وأن الغرب يعاني من تباينات داخلية واضحة بين الموقف الأمريكي والمواقف الأوروبية، بل وحتى داخل أوروبا نفسها.
كما نوه إلى أن المواقف الغربية بعد قمتي ألاسكا واجتماعات ترامب مع القادة الأوروبيين تتجه نحو التصعيد، في محاولة لمنع أي تقارب محتمل قد يحدث لاحقاً بين موسكو وواشنطن، وهو ما يُنظر إليه كعامل تهديد لمصالح أوروبا الاستراتيجية.
وحول الحديث عن مفاوضات محتملة بين زيلينسكي وبوتين، قال د. قناه إن زيلينسكي يطلق مثل هذه التصريحات كمحاولة لكسب دعم شعبي وإعلامي، لكنها لا ترتكز على أرضية تفاوضية حقيقية، خاصة في ظل غياب جدول أعمال واضح، ورفض كييف المتكرر لأي صيغة من صيغ الحل القائم على التنازلات.