عاجل

أندريه باكلانوف: خطاب زيلينسكي ينسف فرص السلام وأوكرانيا دفعت ثمن سياساتها

الصراع الأوكراني
الصراع الأوكراني الروسي

قال السفير  أندريه باكلانوف، رئيس رابطة الدبلوماسيين في روسيا، إن التطورات الأخيرة، بما في ذلك خطاب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أظهرت بوضوح أن فرص التوصل إلى تسوية سلمية بين موسكو وكييف باتت شبه معدومة.

رؤية للخطاب الأوكراني

وأوضح أندريه باكلانوف ، خلال تصريحات مع الإعلامي همام مجاهد عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن المتابع لخطاب زيلينسكي الأخير يلاحظ طابعه التصعيدي، إذ بدا وكأنه يسعى لتسجيل اسمه في التاريخ كزعيم تحدٍ ومواجهة، لا كقائد يبحث عن السلام والاستقرار لشعبه.

وأضاف أندريه باكلانوف، الذي سبق له الإقامة في أوكرانيا ويتحدث اللغة الأوكرانية بطلاقة، أنه تابع كلمة زيلينسكي بلغتها الأصلية، ما أتاح له قراءة دقيقة للمعاني والرسائل غير المباشرة. 

شروط أساسية للسلام 

وأشار أندريه باكلانوف إلى أن هذا الخطاب لم يحمل أي مؤشرات على الرغبة في التهدئة أو فتح قنوات للحوار، بل على العكس أكد استمرار سياسة التصعيد، وهو ما يعرقل أي فرص لحل سياسي للأزمة.

وكشف أندريه باكلانوف أن هناك ثلاثة شروط رئيسية كان يمكن أن تحفظ استقلال أوكرانيا وتمنع مسار التصعيد الحالي، أول هذه الشروط هو الامتناع عن أي أعمال عدائية ضد الروس أو اللغة الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، باعتبار أن ذلك يمس شريحة واسعة من السكان.

انقلاب 2014 بداية الأزمة

وتابع أندريه باكلانوف: "أما الشرط الثاني فهو عدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً مباشراً لأمنها القومي، بينما تمثل النقطة الثالثة ضرورة احترام المصالح الروسية في المنطقة، وهو ما لم تلتزم به الحكومات الأوكرانية المتعاقبة".

وأشار أندريه باكلانوف إلى أن ما وصفه بـ «الانقلاب» الذي شهدته أوكرانيا عام 2014 كان بداية الانحراف عن مسار العلاقات الطبيعية مع موسكو، وبداية التحول العدائي، مؤكدًا أن هذا التغيير في السلطة جاء بدعم غربي، وفتح الباب أمام سياسات تستهدف تقليص النفوذ الروسي والتضييق على المواطنين الناطقين بالروسية.

سياسة بين الطموح والواقع

وأضاف أندريه باكلانوف أن روسيا لم تتحرك من فراغ، بل وجدت نفسها مضطرة إلى الدفاع عن هذه الفئة من المواطنين، بعد أن واجهوا محاولات تهميش ثقافي وسياسي، فضلاً عن تعرضهم لانتهاكات متعددة منذ تلك الفترة.

وشدد أندريه باكلانوف على أن القيادة الأوكرانية أخطأت حين تجاهلت هذه المعطيات البسيطة، مفضلة السير خلف وعود الغرب بالدعم العسكري والسياسي. واعتبر أن هذا النهج قاد أوكرانيا إلى فقدان مساحات من أراضيها وتعرضها لأزمات اقتصادية وأمنية خانقة.

نهاية مفتوحة للأزمة 

وتابع أندريه باكلانوف أن ما يجري الآن يبرهن على أن الرهان على الغرب لم يكن سوى وهم سياسي، حيث لم تحصل كييف على الضمانات الحقيقية التي تحفظ أمنها، بل وجدت نفسها في مواجهة مفتوحة مع روسيا، أكبر قوة في المنطقة.

واختتم أندريه باكلانوف تصريحاته بالتأكيد على أن الطريق نحو السلام كان متاحاً لسنوات طويلة، لكن السياسات الخاطئة التي اتبعتها كييف منذ 2014 دفعت البلاد إلى مسار محفوف بالمخاطر، حيث رأى أن خطاب زيلينسكي الأخير لم يترك أي مؤشرات للتراجع أو التهدئة، بل رسخ صورة القيادة الأوكرانية كسلطة تتبنى المواجهة، حتى لو كان الثمن استمرار النزيف البشري والاقتصادي.

دكتور إيفان أوس 
دكتور إيفان أوس 

مسار محفوف بالمخاطر

وأضاف أندريه باكلانوف أن روسيا ستواصل الدفاع عن مصالحها وعن المواطنين الناطقين بالروسية داخل أوكرانيا، معتبراً أن أي حل سياسي مستقبلي لا بد أن ينطلق من هذه الثوابت، وإلا ستظل الأزمة مفتوحة على مزيد من التصعيد.

تم نسخ الرابط