ما هو أعظم الذنوب التي لا تغفر أبدًا وما كفارته؟.. داعية يكشف

يحذر الكثير من الدعاة في شهر رجب من خطورة الوقوع في أعظم الذنوب والظلم كونهما من الأمور التي يغلظ عقابها في الأشهر الحرم، وفي السطور التالية نرصد ذنب عظيم خطورته أنه لا يغفر نهائيا، فما هو؟
احذر الوقوع في أعظم الذنوب فإنه لا يغفر أبدًا
يقول الدكتور السيد الشرقاوي من علماء الأزهر الشريف، إن الذنب في الإسلام هو كل عمل يخالف أوامر الله سبحانه وتعالى، وقد يختلف حكم الذنوب من ذنب لآخر.
واستطرد الداعية الأزهري: “لكن هناك بعض الذنوب التي تعتبر من الكبائر التي يجب على المسلم الحذر منها والتوبة منها فورًا”، موضحًا أنه من أعظم الذنوب التي لا تغفر أبدًا هو الشرك بالله.
وبين في معنى الشرك بالله أن يشرك الإنسان مع الله سبحانه وتعالى في عبادته أو في صفاته، مشددًا: “لقد حذرنا القرآن الكريم والسنة النبوية من الوقوع في هذا الذنب العظيم، فما هو هذا الذنب؟”
وقال لا يغفر الله تعالى لصاحبه أبدا ولا يتوب الله عليه أو يرجى له رحمة، إلا إذا أناب وعاد قبل موته، مستشهدًا بقوله تعالى : “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48)”.

وشدد على أنه إذا كفر الإنسان وأشرك ومات على ذلك فلا ترجو مغفرة أو رحمة أو توبة، بنص كتاب الله تعالى، فلا تسأل عن جواز الترحم على مشرك، أما الكافر في الدنيا ثم تاب قبل موته يقبل الله توبته بل يحول ذنوبه إلى حسنات بفضله وكرمه.
خطورة الشرك وعاقبته في السُنة
جاء عن يزيد بن بابنوس عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدواوين عند الله ثلاثة ; ديوان لا يعبأ الله به شيئا، وديوان لا يترك الله منه شيئا ، وديوان لا يغفره الله. فأما الديوان الذي لا يغفره الله، فالشرك بالله، قال الله عز وجل : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ) [ المائدة : 72 ] وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا ، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، من صوم يوم تركه، أو صلاة تركها ; فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء. وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا ، فظلم العباد بعضهم بعضا ; القصاص لا محالة".
وذكر الحافظ أبو بكر البزار عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الظلم ثلاثة، فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يتركه الله: فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، وقال (إن الشرك لظلم عظيم) [ لقمان : 13 ] وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا ، حتى يدين لبعضهم من بعض".
وجاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال المغفرة على العبد ما لم يقع الحجاب". قيل: يا نبي الله، وما الحجاب؟ قال: " الإشراك بالله ". قال: "ما من نفس تلقى الله لا تشرك به شيئا إلا حلت لها المغفرة من الله تعالى ، إن يشأ أن يعذبها ، وإن يشأ أن يغفر لها غفر لها ". ثم قرأ نبي الله : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).