ننشر التفاصيل الكاملة لانتشال آثار غارقة من الإسكندرية ومدى تأثيره سياحيًا

قال الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المجلس الأعلى للآثار قام بأول عملية انتشال آثار غارقة في مصر منذ 25 عامًا مضت بالإسكندرية يوم الخميس 21 أغسطس، حيث تم انتشال 5 قطع أثرية منها 3 قطع ضخمة عبارة عن تمثالين وكذلك تمثال لأبو الهول يرجع لعصر رمسيس الثاني.
واشار الأمين العام في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، إلى أن هناك سفينة أثرية كاملة غارقة في قاع البحر، وهي ترجع إلى العصور الإسلامية، وسوف يتم العمل عليها بشكل فوري.
وعن طبيعة الموقع الذي تم فيه الاكتشاف، فقد كشف أن الموقع الذي تم فيه الانتشال، يُعد أحد أهم الاكتشافات الأثرية التي جرى رصدها خلال أعمال المسح الأثري السابقة في غرب مدينة أبو قير، إذ لاتزال المنطقة تخبئ بين طياتها أسرارًا تكشف فصولًا جديدة من حضارة “مصر الغارقة” تحت مياه البحر المتوسط.
وأكدت أعمال المسح والدراسة أن الموقع يمثل مدينة متكاملة المرافق تعود للعصر الروماني، تضم مباني ومعابد وصهاريج مياه وأحواضًا لتربية الأسماك، فضلًا عن ميناء وأرصفة أثرية، ما يرجح أنه امتداد للجانب الغربي من مدينة كانوب الشهيرة، التي سبق اكتشاف جزء منها شرق المنطقة. كما تكشف الشواهد عن استمرارية حضارية عبر عصور متعددة تشمل المصري القديم، البطلمي، الروماني، البيزنطي، والإسلامي.
كما أسفرت أعمال البحث عن العثور على مجموعة كبيرة من الشواهد الأثرية المهمة، أبرزها امفورات تحمل أختامًا للبضائع وتواريخ إنشائها، بقايا سفينة تجارية محملة بالجوز واللوز والمكسرات وبها ميزان نحاسي كان يستخدم للقياس، إضافة إلى تماثيل ملكية وتماثيل لأبي الهول، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، ومرساوات حجرية، وعملات من العصور البطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، فضلاً عن أوانٍ وأطباق فخارية وأحواض لتربية الأسماك ورصيف بحري ممتد بطول 125 مترًا.
تأثير الكشف سياحيًا
ومن ناحيته قال شريف فتحي وزير السياحة والآثار، إن الحدث ليس فريدًا من نوعه، فمصر ذات باع كبير في انتشال الآثار من أسفل مياه البحر، ولكن الحدث حظى بقدر كبير من الاهتمام، في إطار لفت الأنظار سياحيًا إلى مدينة الإسكندرية، والتي ستكون ذات مكانة مختلفة على الخريطة السياحية، في ظل ما توليه الدولة لها من اهتمام كبير.
وكان قد شهد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، واللواء أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، واللواء قائد القوات البحرية، واللواء قائد المنطقة العسكرية الشمالية، منذ صباح اليوم الخميس 21 أغسطس، فعاليات اليوم الثاني من أنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه، حيث تمت عملية انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة من أعماق البحر المتوسط بميناء أبو قير، وسط تغطية إعلامية محلية ودولية واسعة.
وشارك في الفعالية كل من يمني البحار والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والمهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والدكتور أحمد رحيمة معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية والمشرف العام على وحدة التدريب المركزي، وبحضور عدد من سفراء وقناصل الدول الأجنبية بجمهورية مصر العربية.
وخلال الفعالية، تم انتشال ثلاث قطع أثرية بارزة، هي تمثال ضخم من الكوارتز على هيئة أبو الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتمثال من الجرانيت لشخص غير معروف من أواخر العصر البطلمي مكسور الرقبة والركبتين، وتمثال من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء.
وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار، خلال كلمته بهذه المناسبة، عن بالغ شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل الاستثنائي، مشيداً بالجهود التي بُذلت لإخراج هذه القطع الأثرية الفريدة من أعماق البحر المتوسط إلى النور.
كما ثمَّن الدعم الكبير الذي تحظى به الآثار من القيادة السياسية، مؤكداً على أن ما توليه الدولة من اهتمام ورعاية بالآثار والتراث المصري أسهم بشكل جوهري في صون الهوية الحضارية وحماية الإرث الإنساني الفريد لمصر.