مع اقتراب الدراسة.. كيف تهيئ طفلك نفسيًا وروتينيًا للمدرسة

مع اقتراب العام الدراسي الجديد وانتهاء الإجازة الصيفية تبدأ الأسر في البحث عن أفضل الطرق لإعادة أبنائها إلى الروتين اليومي بعد فترة من الراحة والأنشطة الحرة حيث أن الأيام الأخيرة من العطلة تمثل مرحلة حاسمة في تهيئة الطلاب نفسيًا وتنظيميًا من أجل استقبال المدرسة بروح إيجابية تساعدهم على بداية قوية.
نصائح لتهيئة الطلاب للعام الدراسي الجديد
وشددت الدكتورة هدى عبد السلام استشاري الطب النفسي للأطفال، خلال حديثها مع “نيوز رووم”، على أهمية استغلال الأيام الأخيرة من الإجازة في تهيئة الأبناء نفسيًا وروتينيًا قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، موضحًا أن هذه الفترة تمثل مرحلة انتقالية يجب التعامل معها بوعي وتنظيم.
تنظيم الوقت والروتين اليومي
أوضحت هدى عبد السلام، أن أكثر ما يواجه الطلاب مع بداية الدراسة هو الصدمة المفاجئة الناتجة عن الانتقال من أجواء الراحة والحرية في الإجازة إلى أجواء الالتزام المدرسي، وهو ما قد يسبب قلقًا وتوترًا لديهم، لذلك نصح بضرورة إعادة الروتين اليومي تدريجيًا من خلال الالتزام بمواعيد النوم المبكر والاستيقاظ وتنظيم مواعيد الطعام بما يضمن تعزيز النشاط الذهني وتقليل القلق.
أنشطة محفزة للعقل
وأشارت استشاري الطب النفسي إلى أن تحفيز عقول الأطفال قبل بداية العام الدراسي يساعدهم على التكيف بسهولة، وذلك عبر أنشطة ممتعة وألعاب فكرية بديلة عن الضغط بالمذاكرة التقليدية، مبينًا أن هذه الخطوات تمثل تدريبًا عقليًا مهمًا يساعد الطفل على مواجهة متطلبات الدراسة بشكل سلس.
الدعم العاطفي ضرورة أساسية
أكدت عبد السلام، أن القلق لدى الأطفال في هذه المرحلة أمر طبيعي ولا يجب التعامل معه بإهمال أو جفاف، مشيرًا إلى أن التجاهل قد يؤدي إلى نفورهم من المدرسة وظهور مشكلات سلوكية مستقبلية، كما أن الدعم العاطفي وتقبّل مشاعر الطفل والتحدث معه عنها يمثل عناصر أساسية في تخطي هذه المرحلة.
بناء علاقات اجتماعية إيجابية
ولفتت هدى عبد السلام، إلى أن أغلب المشكلات الدراسية لا تعود إلى المناهج فقط بل إلى العلاقات داخل المدرسة، لذلك من الضروري مساعدة الطفل على بناء صداقات صحية تعزز من شعوره بالأمان وتجعله أكثر استعدادًا للتعلم، مؤكدًا أن المدرسة ليست مكانًا للتعليم الأكاديمي فقط بل لبناء شخصية الطفل اجتماعيًا ونفسيًا.